قد وطّنت نفسي عليه(١).
فاعلموا أنّ الله إنّما يهب المنازل الشريفة لعباده باحتمال المكاره ، وإنّ الله وإن كان قد خصّني ـ مع من خصّني(٢) من أهلي الذين أنا آخرهم بقاءً في الدنيا ـ من المكرمات بما يسهّل معها على احتمال الكريهات(٣) فإنّ لكم شطر ذلك من المكرمات(٤).
واعلموا أنّ الدنيا حلوها ومرّها حلم(٥) ، والانتباه(٦) في الآخرة ، والفائز من فاز فيها(٧) والشقي من شقي فيها ، أولا أُحدّثكم بأوّل أمرنا وأمركم معاشر أوليائنا ومحبّينا والمتعصّبين(٨) لنا ، ليسهل عليكم احتمال ما أنتم له معرضون؟ قالوا : بلى يابن رسول الله.
قال : إنّ الله تعالى لمّا خلق آدم وسوّاه وعلّمه أسماء كلّ شيء وعرضهم على الملائكة ، جعل محمّـداً وعليّاً وفاطمة والحسن والحسين أشباحاً خمسة في ظهر آدم ، وكانت أنوارهم تضيء في الآفاق من السماوات والحجب والجنان والكرسي والعرش ، فأمر الله الملائكة بالسجود لآدم تعظيماً له ؛ لأنّه قد فضّله ، بأن جعله وعاءً لتلك الأشباح التي قد عمّ أنوارها الآفاق ، فسجدوا إلاّ إبليس أبي أن يتواضع لجلال عظمة الله
__________________
(١) (عليه) أثبتناه من «م».
(٢) قوله : (مع من خصّني) أثبتناه من «ق ، م».
(٣) في «م» : من احتمال المكروهات.
(٤) في «م» : الكرامات.
(٥) في «م» : واعلموا أنّ الدنيا حلوها مرّ ومرّها حلو.
(٦) من قوله : (احتمال الكريهات) إلى هنا لم يرد في «ق».
(٧) في «م» : فارقها. بدل من : فاز فيها.
(٨) في «ط» : والمبغضين لنا ، وفي المصدر : والمعتصمين بنا.