المطلب الرابع عشر(١)
قد مدح الله تبارك وتعالى السابقين في كتابه العزيز فقال : (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ)(٢) فتميّزنا أنّ عليّ بن أبي طالب عليهالسلام أسبق السابقين في الجهاد بإجماع الأُمّة ، قال الله تبارك وتعالى : (فَضَّلَ اللهُ الْمُـجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً)(٣) ، وقال الله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَة تُنجِيكُم مِنْ عَذَاب أَلِيم * تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بَأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ)(٤).
فجعل الإيمان والجهاد في سبيل الله هي التجارة المنجية ، وقال الله تعالى : (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ)(٥) ، ولا ريب أنّ عليّاً عليهالسلام كان في الجهاد وقتال المشركين كالبنيان المرصوص ، وقد وصف الله تعالى المجاهدين فقال : (وَلاَيَطَأُونَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلاَيَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ)(٦) ، وقال الله تعالى : (الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدَوا فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللهِ وَأُولئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ)(٧) ،
__________________
(١) في «ق ، م» : المطلب الثالث عشر.
(٢) سورة الواقعة ٥٧ : ١٠ ـ ١١.
(٣) سورة النساء ٤ : ٩٥.
(٤) سورة الصف ٦١ : ١٠ ـ ١١.
(٥) سورة الصف ٦١ : ٤.
(٦) سورة التوبة ٩ : ١٢٠.
(٧) سورة التوبة ٩ : ٢٠.