وقال الله تعالى : (يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لاَئِم)(١).
ولا شك أنّ عليّاً(٢) عليهالسلام كان في الجهاد أشدّ بلاءً ، وأعظم عناءً ، وأثبت جَناناً ، وأشدّ أركاناً من(٣) جميع خلق الله في حومة القتال(٤) ، وأبرزها للأقران ، وأشجعها في الميدان(٥) ، وأبذلها نفساً لله ولرسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وهو الذي كشف الكرب عن وجه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في بدر ، وحنين ، والخندق ، وخيبر ، وأُحد ، وذات السلاسل ، وتبوك ، وغزوة بني النضير ، ومحاربة الجنّ في بئر العلم(٦) ، وقتال الناكثين والقاسطين والمارقين والعَمَّان(٧) وغيرهم(٨).
أمّا غزوة بدر : فهي كانت(٩) الداهية العظمى ، والمحنة الكبرى التي هدّت قوائم الشرك(١٠) ، وفرّقت(١١) طواغيته في قليب الهلاك والدمار(١٢) ، ودوّخت(١٣) مردة الكفّار ، وسقتـهم كاسات البوار ، وهي أوّل حرب
__________________
(١) سورة المائدة ٥ : ٥٤.
(٢) في «ط» زيادة : أمير المؤمنين.
(٣) قوله : (جَناناً وأشدّ أركاناً من) لم يرد في «ق ، م».
(٤) في «ق» : الجهاد ، وفي «م» : القتال. بدل من : حومة القتال.
(٥) قوله : (وأشجعها في الميدان) لم يرد في «ق ، م».
(٦) قوله : (في بئر العلم) لم يرد في «ق ، م».
(٧) إنّ المراد من العمّان ظاهراً هو العبّاس بن عبد المطّلب ، وأبي لهب.
(٨) (وغيرهم) لم يرد في «ق ، م».
(٩) (كانت) لم ترد في «ط».
(١٠) في «ط» زيادة : وشرك الباطل.
(١١) في «م» : وأفريت. بمعنى : قطّعت. الصحاح ٦ : ٢٤٥٤ ـ فرا.
(١٢) (والدمار) لم يرد في «ق ، م».
(١٣) في «ط» : ودوّجت. ومعنى دوّخت : أي قهرت وأذلّت. انظر الصحاح ١ : ٤٢١ ـ دوخ.