بلطيف(١) ندائه.
قال : يا محمّـد ، قلت : لبّيك وسعديك ، فقال : أنا المحمود وأنت محمّـد ، شققت اسمك من اسمي ، وفضّلتك على جميع بريّتي ، فانصب أخاك عليّاً(٢) علماً لعبادي يهديهم إلى ديني.
يا محمّـد ، إنّي قد جعلت عليّاً أمير المؤمنين ، فمن تأمّر عليه لعنتُه ، ومن خالفه عذّبته ، ومن أطاعه قرّبته ، ومن تقدّم عليه أخّرته(٣) ، ومن عصاه أمحقته ، فهو سيّد الوصيّين ، وحجّتي على الخلق أجمعين»(٤).
وفي الكتاب المذكور : روي عن ابن عبّاس ، عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه قال : «عليّ منّي بمنزلة رأسي من بدني ، عليّ منّي كعيني من جسدي ، عليّ منّي كجلدي ، عليّ منّي كلحمي ، عليّ منّي كعظمي ، عليّ منّي كدمي في عروقي ، عليّ أخي ووصيّي في أهلي ، وخليفتي على أُمّتي في الدنيا ، إذا متُّ عوض منّي في أُمّتي»(٥).
وروى حذيفة بن اليمان قال : قام النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) فقبّل بين عيني عليّ بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه وقال له : «يا أبا الحسن ، أنت عضوٌ من أعضائي تزول حيث زلت ، وإنّ لك في الجنّة درجة وهي
__________________
(١) في «ق» : بلطف.
(٢) في «ط» : عليّاً أخاك.
(٣) في المصدر : أخزيته.
(٤) أورده ابن شاذان في مائة منقبة : ٧٤/٢٤ ، وعنه ابن طاووس في اليقين : ٢٣٩ ، البحراني في مدينة المعاجز ٢ : ٤٠١/٦٢٥ ، ونقله ابن طاووس في التحصين : ٥٦٧/٢٢ ، عن كتاب نور الهدى ، والاسترآبادي في تأويل الآيات ١ : ١٨٦/٣٤ ، عن كنز الفوائد ، وكذلك المجلسي في البحار ٣٧ : ٣٣٨.
(٥) أورده ابن شاذان في مائة منقبة : ١٣٢/٧٢ ، باختلاف يسير ، وعنه البحراني في غاية المرام ١ : ٢٣٦/٢٠ ، و ٢ : ١٨١/٥٩.