العباد عملاً إلاّ بها وبمعرفتها(١).
والله تبارك وتعالى خلقنا فأحسن صورنا(٢) ، وجعلنا حجّة على عباده ، ولسانه الناطق في خلقه ، ويده المبسوطة بالرحمة ، ووجهه الذي يؤتى منه(٣) ، وبابه الذي ندلّ عليه ، ونحن خزّانه(٤) في سماواته وأرضه.
وبنا أثمرت الأشجار وأورقت ، وجرت الأنهار وأغدقت(٥) ، وبنا ينزل الغيث من السماء ، وبنا يمسك الله تعالى الأرض أن تميد بأهلها ، وبنا ينبت عشب الأرض ، وبنا يُرزق العباد ، وبنا تنفجر الأنهار(٦) ، وبعبادتنا عبـد الله تبارك وتعالى ، ولولانا ما عبـد الله تعالى ، ونحن الأدلاّء على الله تعالى»(٧).
وروى ابن عبّاس رضياللهعنه قال : قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) : «والذي بعثني بالحقّ بشيراً ونذيراً ما استقرّ الكرسي ولا دار الفلك ولا قامت السماوات إلاّ بأن كتب الله عليها(٨) : لا إله إلاّ الله محمّـد رسول الله عليّ أمير المؤمنين وليّ الله(٩) ، وأنّ الله تبارك وتعالى لمّا عرج بي إلى السماء واختصّني
__________________
(١) أورده العياشي في تفسيره ٢ : ٤٢/١١٩ ، باختلاف يسير ، الكليني في الكافي ١ : ١٤٣/٤ ، باختلاف يسير ، وعنه الاسترآبادي في تأويل الآيات ١ : ١٨٩/٣٦.
(٢) في «ط» : صورتنا.
(٣) في «ط ، ق» : يؤتى به ، وما في المتن أثبتناه من الكافي والتوحيد.
(٤) في «ط» : خزانة علمه.
(٥) في «ط» : وأغرقت ، وفي «ق» : وأغدقت. وما أثبتناه هو الصحيح ، والماء الغدق : الكثير ، وغدقت عين الماء : أي غَزُرت. الصحاح ٤ : ١٥٣٦ ـ غدق.
(٦) في «ق» : وبنا تعجز العيون.
(٧) أورده الكليني في الكافي ١ : ١٤٤/٥ ، الصدوق في التوحيد : ١٥١/٨ ، الحلّي في المحتضر : ١٥٤ ، والكلّ باختلاف.
(٨) في «ط» فيها. وفي المصدر : إلاّ بعد أن كُتب عليها.
(٩) في «ط» : عليّ وليّ الله أمير المؤمنين.