جمع فيه المؤلّف قصار كلمات الرسول المكرّم والنبيّ المعظّم محمّـد بن عبـد الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وألّفه بعد سنة ٥١٠ هـ ، وطريقته فيه كطريقته في كتاب الغرر والدرر ، مجرّدةً عن الأسانيد ، مرتّبةً على حروف المعجم ، ليسهل حفظه على قاريه .. وهو مجلّد واحد كبير ، اشتمل على ثمانية عشر ألف حديث في أجزاء ؛ واختصّ كلّ جزء بحرف ، ورتّب بعض الحروف على كلمات خاصّة مثلاً بحرف ياء النداء .. وهكذا.
وذكر الآمدي في خطبته أنّه لم يذكر فيه شيء ممّا ذكره القاضي محمّـد بن سلامة القضاعي المغربي (ت ٤٥٤) في كتابه الشهاب في الحِكَم والآداب.
سمع كتاب الجواهر أبو عبـد الله محمّـد بن إبراهيم بن أحمد البُستي(١) ، عن مؤلّفه الآمدي ، وقال أبو البركات الإربلي : رأيت طبقة
__________________
(١) ترجمه الإربلي في تاريخه ١ / ١١٢ ـ ١١٣ ، وقال فيه : من بُست ، صوفيّ مشهور ، وديّن مذكور ، ممّن ينسب إلى الكرامات ، ويشار إليه عند ذكر أصحاب المقامات ، كثير المجاهدة والرياضة ، حسن المعاملة والعبادة ، لم يطعم الخبز عمره ، إنّما كان يأكل يسيراً من اللبن ، ورد إربل ، ونزل بالقلعة في الجانب الغربي من مسجدها الجامع في آخر موضع فيه ، فهو إلى الآن يعرف بزاوية البُستي رحمهالله ، كان يزوره الأكابر وينعكفون على خدمته ، رأيته وأنا صغير مع والدي رحمهالله ، سكن من المسجد الجامع بالربض في القبّة التي بناها والدي شماليه ، وهي معروفة إلى الآن ...
ذكر أبو عبـد الله محمّـد بن سعيد الدبيثي ، قال : ذكر لي ما يدلّ على أنّ مولده سنة ٥٠٠ خمسمائة ، وتوفّي برُوذَراوَر من نواحي همذان ، في شهر رمضان من سنة أربع وثمانين وخمسمائة ، ودفن هناك.
له مصنّفات فيها كلام عادل ، يعجز الفهم عن إدراكه ، ومن كلامه : «الأرواح مراسيس القلوب فمن حيث يتوجّه الصفاء ، ويوجد الوفاء ، ومن حيث تغلّ