وقد عقدنا هذا الفصل لبيان اهتمام الأئمّة عليهم السلام بأمر الأولاد وما على الوالدين من المسؤليّات تجاههم ، وما ورد عنهم عليهم السلام في الوصيّة بهم ، وسيكون المطلب تحت عناوين :
من سعادة المرء أنْ يكون له خَلَف :
فأوّل شيء نذكره هو : ترغيب الأئمّة عليهم السلام في طلب الولد ، وأنّهم يعتبرون وجود الخَلَف للرّجل سعادةً له :
عن أبي الحسن عليه السلام : «سعد امرء لم يمت حتّى يرى خلفاً من نفسه»(١).
وقال عليه السلام : «إنّ الله إذا أراد بعبد خيراً لم يمته حتّى يريه الخلف»(٢).
الاهتمام بالولد جنيناً
وتفيد الروايات : أنّ الأئمّة عليهم السّلام كانوا يهتمّون بأمر الولد وهو في بطن أمّه ، من حيث الصفات الظّاهرية والمعنوية.
فمن ذلك : حرصهم على جمال الولد ، ولذلك أمروا المرأة الحامل بأكل السفرجل ، ففي الخبر : «فإنّ الولد يكون أطيب ريحاً وأصفى لوناً»(٣).
ومن ذلك : حرصهم على أنْ يكون حليماً ، فأمروا بأنْ تأكل النفساء البرني ـ وهو نوع من التمر ـ فعن أبي عبد الله عليه السلام :
__________________
(١) وسائل الشيعة ٢١ / ٣٥٧ ح ٢٧٢٨٨.
(٢) وسائل الشيعة ٢١ / ٣٥٧ ح ٢٧٢٨٩.
(٣) وسائل الشيعة ٢١ / ٤٠٢ ح ٢٧٤١٠.