ويقول رسول الله صلىاللهعليهوآله : «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا».
وخير من يستحق المودة هم أقارب الرسول عليه صلوات الله وسلامه وهو في أولهم ، ولذلك يقول القرآن في سورة الشورى :
«قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ، وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً إِنَّ اللهَ غَفُورٌ شَكُورٌ»(١).
أي اني لا أسألكم على ما أدعوكم اليه أجرا ، الا أن تودوني لقرابتي منكم ، فأنتم قومي ، وأحق من أجابني وأطاعني ، فاذ قد أبيتم ذلك فاحفظوا حق القربى ، ولا تؤذوني ولا تهيّجوا عليّ.
أو لا أسألكم على الايمان أجرا الا أن تودوا أقاربي.
أو لا أسألكم الا أن توددوا الى الله فيما يقربكم منه ، وذلك من التودد اليه بالعمل الصالح.
ويفتح القرآن أمامنا باب الامل والاطماع في اصطناع المودة فيخاطب المؤمنين في شأن الكافرين فيقول في سورة الممتحنة :
«عَسَى اللهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً وَاللهُ قَدِيرٌ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ»(٢).
وهذه المودة تبدأ أو تنشأ بأن يسلم هؤلاء الكافرون فيصبحوا اخوة للمسلمين ، وقد تحقق هذا فعلا حيث أسلم قوم منهم وخالطوا المسلمين ،
__________________
(١) سورة الشورى ، الآية ٢٣.
(٢) سورة الممتحنة ، الآية ٧.