ومما يزكي شأن هذه الفضيلة ، ويرفع قدرها ، ويعطر ذكرها أن يوصف الله جل جلاله بأن المستجيب المجيب ، ففي سورة البقرة يقول الحق عز شأنه :
«وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ»(١).
أي فليستجيبوا لدعوتي ، بتحري ما أمرتهم به من الايمان والاعمال الصالحة ، فاني أجيب دعاءهم بقبول عبادتهم وتولي اعانتهم وتوفيق مسعاهم.
وفي سورة آل عمران يقول عن عباد الله المؤمنين الطائعين :
«فَاسْتَجابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ ثَواباً مِنْ عِنْدِ اللهِ وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوابِ»(٢).
فقد استجاب الله دعاءهم لصدقهم في الايمان ، وأخلاصهم في الدعاء ، واقبالهم على الله ، واستجابتهم له ، ووفى كل واحد منهم ثوابه وجزاءه ، لأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.
ولأن الاستجابة فضيلة أخلاقية قرآنية يزدان بها المسلم ويرتفع عن
__________________
(١) سورة البقرة ، الآية ١٨٦.
(٢) سورة آل عمران ، الآية ١٩٥.