أقوال أوردها تفسير الطبرسي بقوله : «وقيل في عهد الله وجوه : أحدها انه ما ركّب في عقولهم من أدلة التوحيد والعدل وتصديق الرسل ، وما احتج به لرسله ، من المعجزات الشاهدة لهم على صدقهم ، ونقضهم لذلك : تركهم الاقرار بما قد بينت لهم صحته بالادلة.
وثانيها : أنه وصية الله الى خلقه على لسان رسوله ، بما أمرهم به من طاعته ، ونهاهم عنه من معصيته ، فنقضهم لذلك تركهم العمل به.
وثالثها : أن المراد به كفار أهل الكتاب ، وعهد الله الذي نقضوه من بعد ميثاقه هو ما أخذه عليهم في التوراة ، من اتباع محمد صلىاللهعليهوسلم ، والتصديق بما جاء به من عند ربه ، ونقضهم لذلك هو جحودهم به بعد معرفتهم بحقيقته ، وكتمانهم ذلك عن الناس ، بعد أن أخذ الله ميثاقهم ليبيننه للناس ولا يكتمونه ، وانهم ان جاءهم نذير آمنوا به ، فلما جاءهم النذير ازدادوا نفورا ، ونبذوا العهد وراء ظهورهم ، واشتروا به ثمنا قليلا ، واختار هذا الوجه الطبري.
ورابعها : أنه العهد الذي أخذه عليهم حين أخرجهم من صلب آدم ، كما وردت به القصة ، وهذا الوجه ضعيف ، لأنه لا يجوز أن يحتج على عباده بعهد لا يذكرونه ولا يعرفونه ، ولا يكون عليه دليل».
* * *
والثقة بالله تعالى ثلاث درجات عند الصوفية :
الدرجة الاولى : درجة اليأس من تغيير ما قدر الله سبحانه ، فهو اذا قضى أمرا فلا مرد له ، ولا معقب لحكمه. وهذا اليأس يجعل صاحبه خاضعا لأمر الله ، لا تتعلق ارادته بسواه ، فحسبه الثقة بمولاه.
الدرجة الثانية : درجة الامن ، حيث لا يأسى على فائت ، بل يطمئن الى أن نصيبه من ربه سيصله حتما ، وهنا تسوده روح الرضى ، فيشعر