كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ»(١).
ومعنى قوله : «فاستعصم» هو أنه طلب ما يعتصم به من الاستجابة وركوب الفاحشة ، أي تحرى ما يعصمه ، فلم يجد أمامه الا الاعتصام بالله والالتجاء الى حماه.
وللصوفية حديث طويل عن الاعتصام بالله ، على طريقتهم الخاصة بهم ، فهذا هو ابن القيم في «مدارج السالكين» ينقل عنهم انهم يجعلون الاعتصام بالله ثلاث درجات :
الاولى اعتصام عامة الناس بالخبر الوارد عن الله عزوجل ، اذعانا وايمانا وانقيادا واستسلاما ، دون شك أو تردد أو منازعة ، والدرجة الثانية أعلى منها وهي اعتصام الخاصة ، وهو أن تنقطع النفس عن أغراضها ، ولا تريد غير الله جل جلاله ، والدرجة الثالثة وهي أعلى الدرجات عندهم ، وهو اعتصام خاصة الخاصة ، وهو أن يشهد الانسان ربّه وحده منفردا ولا شيء معه.
اللهم هبنا نعمة الاعتصام بك ، والاعتماد عليك.
__________________
(١) سورة يوسف ، الآية ٣٢ و ٣٣.