وسعي الكثير منهم في هدمه بعلم وبغير علم ، لم يقف الاسلام في انتشاره عند حد ، خصوصا في الصين وفي أفريقيا .. ولم يخل زمن من ظهور جموع كثيرة من ملل مختلفة تنزع الى الاخذ بعقائده على بصيرة فيما تنزع اليه : لا سيف وراءها ، ولا داعي أمامها ، وانما هو مجرد الاطلاع على ما أودعه ، مع قليل من حركة الفكر في العلم بما شرعه.
ومن هذا تعلم أن سرعة انتشار الدين الاسلامي ، واقبال الناس على الاعتقاد به من كل ملة انما كان لسهولة تعقله ، ويسر احكامه ، وعدالة شريعته وبالجملة لأن فطرة البشر تطلب دينا وترتاد منه ما هو أمس بمصالحها ، وأقرب الى قلوبها ومشاعرها ، وأدعى الى الطمأنينة في الدنيا والآخرة ... ودين هذا شأنه يجد الى القلوب منفذا ، والى العقول سبيلا ، وبدون حاجة الى دعاة ينفقون الاموال الكثيرة ، والاوقات الطويلة ، ويستكثرون من الوسائل ونصب الحبائل لجذب النفوس اليه.
هذا كان حال الاسلام في بساطته الاولى ، وطهارته التي أنشأه الله عليها ، ولا يزال على جانب عظيم منها في بعض أطراف الارض الى اليوم».
يا أبناء الاسلام ، ان ربكم هو السّلام ، وان رسولكم هو نبي السّلام ، وان قرآنكم هو كتاب السّلام ، وان تحيتكم هي السّلام ، وان مسعاكم الى الجنة دار السّلام ، وان رسالتكم هي رسالة السّلام فأشعروا أنفسكم روح السّلام ، ليعمكم ربكم بنعمة السّلام.