١٨. كيف تكون تلاوة القرآن فى الصلاة والدرس؟
وهل يجب أن تكون على حسب ترتيب المصحف؟
الجواب : لم يعلم أن أحدا من الصحابة قال بذلك ولا عمل به ، وفى ذلك قالت عائشة رضى الله عنها : لا يضرك أية قرأت قبل. وقد كان النبىّ صلىاللهعليهوسلم يقرأ فى الصلاة السورة فى ركعة ، ثم يقرأ فى ركعة أخرى بغير السورة التى تليها. وروى عن ابن مسعود وابن عمر أنهما كرها أن يقرأ الناس القرآن منكوسا ، وقالا فيمن يفعل ذلك أنه منكوس القلب ، أى يقرأ السورة منكوسة ، يبتدئ من آخرها إلى أولها ، كعادة بعض الناس الذين يجرّبون أنفسهم فى الحفظ والتذكر ، ولا يعقل ذلك فى الصلاة ، لأن الكلام آنذاك لن يكون له معنى.
* * *
١٩. فهل يجب أن يكون على حسب ترتيب النزول؟
والجواب : أن بعض السور المكية ضمّت إليها آيات نزلت فى المدينة ، وبعض السور المدنية أضيفت إليها آيات مكية ، وبديهى أن القراءة بحسب ترتيب النزول مستحيلة ، وفى ذلك قالت عائشة رضى الله عنها : ما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عند رسول الله صلىاللهعليهوسلم (تعنى فى المدينة) ، وقد قدّمتا فى المصحف على ما نزل قبلهما من القرآن بمكة ، ولو ألّفوه (يعنى رتّبوه) على تاريخ النزول لوجب أن ينتقض ترتيب آيات السور.
* * *
٢٠ قراءة القرآن بين الجواز والمنع
قيل : لا يجوز استعمال القرآن بدلا من الكلام ، لأنه استعمال له فى غير ما له.
ويجوز قراءة القرآن فى الحمام ؛ وإذا أذّن المؤذن أثناء القراءة يقطعها القارئ ليقول مثل ما يقول المؤذّن ؛ ولا بأس بالقراءة عند القبر ، وفى الطريق ، وأثناء الاضطجاع ؛ ولا تستحب القراءة بالألحان ، وتستحب بالترتيل والتحسين والتحزين. ويجوز قراءة سورتى «الكافرون» ، و «قل هو الله أحد» فى ركعتى الفجر ، والآية : (قُولُوا آمَنَّا بِاللهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا) (١٣٦) (البقرة) ، والآية : (قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ) (٦٤) (آل عمران) ؛ وسورة الكهف يوم الجمعة. ولا تسن القراءة زيادة على الفاتحة فيما بعد الركعتين الأوليين ، ولا يجهر بالفاتحة فى الركعتين الأخيرتين حتى فى صلاة الجهر. ويستحب أن يقرأ المتهجد جزءا من القرآن فى تهجده ، وهو مخيّر بين الجهر بالقراءة والإسرار بها. ولا تجب القراءة على المأموم فيما جهر به الإمام من القراءة ، وعليه أن ينصت ، وإن لم يسمع القراءة