٥٠. أعظم آية فى اشتياق المحب لحبيبه
هى الآية : (وَما أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يا مُوسى) (٨٣) (طه) ، وهى أعظم آية فى التعبير عن اشتياق المحب لحبيبه ، فقد قال الله لموسى ذلك وهو يعلم السبب ، فأجابه موسى بأجمل ردّ من حبيب لمحبوبه ، قال : (هُمْ أُولاءِ عَلى أَثَرِي وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضى) (٨٤) (طه) ، فقد اضطرب موسى وهو فى الحضرة الإلهية ، فأجاب بغير الجواب على السؤال ، فقد سأله عن السبب الذى أعجله ، فأخبر عن مجيئهم على أثره ، وقال : (وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضى) فكنّى عن الشوق ، وأنه ما ابتغى إلا الرضا. ومثل ذلك روى عن عائشة رضى الله عنها ، إذا أوت إلى فراشها ، كانت تقول : هاتوا المجيد. ـ تكنّى عن المصحف ، وتأخذه إلى صدرها ، وتنام معه ساكنة ، راضية ، مطمئنة. وكان الرسول صلىاللهعليهوسلم يقول ويفعل مثل ذلك ، فإذا أمطرت خلع قميصه يتلقى المطر على جسمه ويقول منشرحا : «إنه حديث عهد بربّى» يقصد المطر يقدم من السماء من عند ربّه ، فيحبه حبّه لربّه ، ويطلبه طاهرا قبل أنّ يدنّس. فهذا من الرسول صلىاللهعليهوسلم ومن حواريته عائشة رضى الله عنها أم المؤمنين ، وفى الحديث القدسى أنه تعالى قال : «طال شوق الأبرار إلى لقائى ، وأنا إلى لقائهم أشوق».
* * *
٥١. آية القرّاء العاملين العالمين
هى الآية : (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتابَ اللهِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْناهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجارَةً لَنْ تَبُورَ) (٢٩) (فاطر) ، وهى فيما ينبغى أن يتخلّق به قارئ القرآن.
* * *
٥٢. أحكم آية فى القرآن
هما آيتان : (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ (٧) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) (٨) (الزلزلة) ، اعتبرهما ابن مسعود آية واحدة ، وقال : هذه أحكم آية فى القرآن. وقال فيهما كعب الأحبار : أنزل الله على محمد آيتين أحصتا ما فى التوراة والإنجيل والزبور والصّحف.
* * *
٥٣. الآية الجامعة الفاذة
هما آيتان : (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ (٧) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) (٨) (الزلزلة) ، والوصف جعلهما آية ، وقال عنهما النبىّ صلىاللهعليهوسلم كما جاء فى الصحيح : «هى الجامعة الفاذّة» ، فلأنها تجمع العلم كله هى جامعة ، وهى الفاذة لفرادتها.