وعن أبي هريرة : أن النبيّ صلىاللهعليهوسلم قال : ذروني ما تركتكم. فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم. فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم. وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه رواه (١) الإمام أحمد ومسلم والنسائيّ.
وعن أبي ثعلبة الخشنيّ : أن النبيّ صلىاللهعليهوسلم قال : إنّ الله تعالى فرض فرائض فلا تضيعوها. وحدّ حدودا فلا تعتدوها. وحرّم أشياء فلا تقربوها. وترك أشياء ، من غير نسيان ، فلا تبحثوا عنها ... رواه الدارقطنيّ وأبو نعيم.
وعن سلمان الفارسي (٢) : قال سئل رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن أشياء فقال : الحلال ما أحلّ الله في كتابه. والحرام ما حرّم الله في كتابه. وما سكت عنه فهو مما قد عفا عنه ، فلا تتكلّفوا. رواه الترمذيّ والحاكم وابن ماجة.
وأخرج الشيخان (٣) عن أنس قال : كنا نهينا أن نسأل رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن شيء. وكان يعجبنا أن يجيء الرجل الغافل من أهل البادية فيسأله ونحن نسمع.
وفي قصة (٤) اللعان من حديث ابن عمر : فكره رسول الله صلىاللهعليهوسلم المسائل وعابها.
__________________
(١) أخرجه الأمام أحمد في المسند ٢ / ٢٤٧ والحديث رقم ٧٣٦١.
ومسلم في : الحج ، حديث ٤١٢ ، والنسائي في : الحج ، ١ ـ باب وجوب الحج.
(٢) أخرجه الترمذي في : اللباس ، ٦ ـ باب ما جاء في لبس الفراء.
وابن ماجة في : الأطعمة ، ٦٠ ـ باب أكل الجبن والسمن ، حديث ٣٣٦٧.
(٣) هذا الحديث لم يروه البخاري وهاكموه بنصه الكامل كما أخرجه مسلم في : ١ ـ كتاب الإيمان ، حديث ١٠ : عن أنس بن مالك قال : نهينا أن نسأل رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن شيء. فكان يعجبنا أن يجيء الرجل من أهل البادية ، العاقل ، فيسأله ونحن نسمع. فجاء رجل من أهل البادية ، فقال : يا محمد! أتانا رسولك فزعم لنا أنك تزعم أن الله أرسلك. قال «صدق» قال : فمن خلق السماء؟ قال «الله» قال : فمن خلق الأرض؟ قال «الله» قال : فمن نصب هذه الجبال ، وجعل فيها ما جعل؟ قال «الله» قال : فبالذي خلق السماء وخلق الأرض ونصب هذه الجبال ، الله أرسلك؟ قال «نعم» قال : وزعم رسولك أن علينا خمس صلوات في يومنا وليلتنا. قال «صدق» قال : فبالذي أرسلك! الله أمرك بهذا؟ قال «نعم» قال : وزعم رسولك أن علينا زكاة في أموالنا. قال «صدق» قال : فبالذي أرسلك! الله أمرك بهذا؟ قال «نعم» قال : وزعم رسولك أن علينا صوم شهر رمضان في سنتنا. قال «صدق» قال : فبالذي أرسلك! الله أمرك بهذا؟ قال «نعم» قال : وزعم رسولك أن علينا حج البيت من استطاع إليه سبيلا. قال «صدق». قال ثم ولى. قال : والذي بعثك بالحق! لا أزيد عليهن ولا أنقص منهن. فقال النبيّ صلىاللهعليهوسلم «لئن صدق ، ليدخلنّ الجنة».
(٤) انظرها في البخاري في : التفسير ، ٢٤ ـ سورة النور ، ١ ـ باب قوله عزوجل : (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَداءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهاداتٍ بِاللهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ) ، حديث ٢٧٩.