صلىاللهعليهوسلم : (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ) ، وإن هذا من الجاهلين.
قال ابن عباس : والله! ما جاوزها عمر حين تلاها. عليه ، وكان وقّافا عند كتاب الله عزوجل.
القول في تأويل قوله تعالى :
(وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (٢٠٠)
(وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ) أي يصيبنّك من الشيطان وسوسة تثير غضبك على جهلهم وإساءتهم ، وتحملك على خلاف ما أمر فيه من العفو والأمر بالمعروف (فَاسْتَعِذْ بِاللهِ) أي استجر به ، وادعه في دفعه (إِنَّهُ سَمِيعٌ) أي لدعائك (عَلِيمٌ) أي باستعاذتك.
قال الزمخشري : النزغ والنسغ : الغرز والنخس ، كأنه ينخس الناس حين يغريهم على المعاصي. أي فشبهت وسوسته وإغراؤه بالغرز ، وهو إدخال الإبرة وطرف العصا وما يشبهه في الجلد ، كما يفعله السائق لحث الدواب. وجعل النزغ نازغا مجاز بالإسناد ، لجعل المصدر فاعلا ، كجد جدّه.
قال أبو السعود : وفي الأمر بالاستعاذة بالله تعالى تهويل لأمره ، وتنبيه على أنه من الغوائل الصعبة التي لا يتخلص من مضرتها إلا بالالتجاء إلى حرم عصمته عزوجل.
القول في تأويل قوله تعالى :
(إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ) (٢٠١)
(إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ) أي أصابهم (طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ) أي وسوسة وخاطر منه (تَذَكَّرُوا) أي الاستعاذة به تعالى والتوكل عليه (فَإِذا هُمْ) أي بسبب ذلك التذكر (مُبْصِرُونَ) أي مواقع الخطأ ، ومكائد الشيطان. فينتهون عنها ولا يتبعونه. وقرئ (طيف) على أنه مصدر ، من قولهم (طاف به الخيال يطيف طيفا) ، أو تخفيف (طيّف) كليّن وهيّن. وهذه الآية تأكيد وتقرير لما قبلها من وجوب الاستعاذة بالله تعالى ، عند نزغ الشيطان ، وأن المتقين هذه عادتهم. وقوله تعالى :