القول في تأويل قوله تعالى :
(إِنَّا جَعَلْنا ما عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَها لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً) (٧)
(إِنَّا جَعَلْنا ما عَلَى الْأَرْضِ) أي من الحيوان والنبات والمعادن (زِينَةً لَها لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً) أي ليظهر أيهم أقهر لشهواتها ودواعيها ، وأعصى لهواها أي رضاي ، وأقدر على مخالفتها لموافقتي.
القول في تأويل قوله تعالى :
(وَإِنَّا لَجاعِلُونَ ما عَلَيْها صَعِيداً جُرُزاً) (٨)
(وَإِنَّا لَجاعِلُونَ ما عَلَيْها صَعِيداً جُرُزاً) أي ترابا مستويا لا نبات فيه. بعد ما كان يبهج النظار ، لا شيء فيه يختلف ، ربي ووهادا. أي نفنيها وما عليها ولا نبالي. وفي الآية تسلية له صلوات الله عليه. كأنه قيل لا تحزن عليهم فإنه لا عليك أن يهلكوا جميعا. لأنا نخرج جميع الأسباب من العدم إلى الوجود للابتلاء. ثم نفنيها ، ولا حيف ولا نقص. أو لا تحزن فإنا مفنون ذلك ومجازون لهم بحسب أعمالهم ، وقوله تعالى :
القول في تأويل قوله تعالى :
(أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً) (٩)
(أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً) أي آية ذات عجب. على حذف مضاف. أو وصفا بالمصدر مبالغة و (مِنْ آياتِنا) حال منه و (أَمْ) للاستفهام التقريري بمعنى الهمزة. أي أنهم من بين آياتنا آية عجيبة. وجعلها منقطعة مقدرة ب (بل والهمزة ، والاستفهام للإنكار) ـ أي إنكار حسبانهم آية عجيبة بالنسبة إلى آياته الكبرى ـ فيه بعد. لأن سياق النظم الكريم ، أعني سوقها مفصلة منوها بها ، ما هو إلّا لتقرير التعجب منها. و (الْكَهْفِ) الغار الواسع في الجبل. و (الرَّقِيمِ) اسم كلبهم. وقيل لوح رقيم فيه حديثهم ، وجعل على باب الكهف. وقيل الجبل أو الوادي ، أقوال.
القول في تأويل قوله تعالى :
(إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقالُوا رَبَّنا آتِنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنا مِنْ أَمْرِنا رَشَداً) (١٠)
(إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ) أي خوفا من إيذاء الملك على ترك عبادة الأوثان