والذبح لها. وإيثار الإظهار على الإضمار لتحقيق حالهم بتغليبهم جانب الله على جانب أهويتهم في حال شبابهم (فَقالُوا رَبَّنا) أي من ربانا بنعمة إيثار جانبه على جانب أنفسنا (آتِنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً) أي من خزائنك وهي المغفرة والرزق والأمن من الأعداد (وَهَيِّئْ لَنا مِنْ أَمْرِنا) وهو اختيار الكهف لمفارقة الكفار (رَشَداً) وهو توحيدك وعبادتك.
القول في تأويل قوله تعالى :
(فَضَرَبْنا عَلَى آذانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً) (١١)
(فَضَرَبْنا عَلَى آذانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً) أي أنمناهم نومة ثقيلة لا ينبههم صفير الخبير ، ولا دعوة الداعي الخبير ، في الكهف سنين ذوات عدد. أي كثيرة أو معدودة. قال الشهاب : (ضربنا) مستعار استعارة تبعية لمعنى أنمناهم إنامة لا ينتبه منها بالصياح. لأن النائم ينتبه من جهة سمعه. وهو إمّا من (ضربت القفل على الباب) أو (ضربت الخباء على ساكنه) شبّه ، لاستغراقه في نومه حتى لا ينتبه بمنبه ، بمن كان خلف حجب مانعة من وصول الأصوات إليه. وقيل إنه استعارة تمثيلية.
القول في تأويل قوله تعالى :
(ثُمَّ بَعَثْناهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصى لِما لَبِثُوا أَمَداً) (١٢)
(ثُمَّ بَعَثْناهُمْ) أي أيقظناهم إيقاظا يشبه بعث الموتى (لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصى لِما لَبِثُوا أَمَداً) أي لنعلم واقعا ما علمنا أنه سيقع. وهو أي الحزبين المختلفين في مدة لبثهم ، أشد إحصاء ، أي إحاطة وضبطا لغاية مدة لبثهم فيعلموا قدر ما حفظهم الله بلا طعام ولا شراب ، وأمنهم من العدوّ ، فيتمّ لهم رشدهم في شكره ، وتكون لهم آية تبعثهم على عبادته. وقوله تعالى :
القول في تأويل قوله تعالى :
(نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْناهُمْ هُدىً) (١٣)
(نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِ) شروع في تمام بسط قصتهم وتفصيلها. و (الحق) الأمر المطابق للواقع (إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ) أي بوحدانيته إيمانا يقينيا علميّا على طريق الاستدلال ، مع اتفاق قومهم على الشرك (وَزِدْناهُمْ هُدىً) أي بترجيح جانب الله على جانب أنفسهم. قال ابن كثير : الفتية ـ وهم الشباب ـ أقبل