ويقولون : هذه حكايةٌ موضوعةٌ عليه».
وقد قال النجاشي هذا الكلام بعد ذكر رحلة سعد في طلب الحديث ولقائه بوجوه أعلام العامّة.
وقد عرفنا أنّ أولئك العامّة كانوا من علماء بغداد وسامراء ، فعطف النجاشي مسألة لقاء سعد للإمام الحسن العسكريّ عليهالسلام ، كأنّه من تتمة مهمّاته في تلك الرحلة العلميّة ، وهذا يكون إشارة إلى تقريب مسألة اللقاء ، ونفي استبعاده.
ثمّ إنّ كلام النجاشي وقوله : «ولقيَ مولانا أبا محمّـد عليهالسلام» هو حكمٌ إثباتيّ مطلقٌ ، يقتضي قبوله وكونه من المفروغ عنده ، وإنّ ما ذكرهُ من رأي بعض الأصحاب إنّما هو للتبرؤ من ذمّته بعد ما بلغه ورآه يقوله ، ولم يؤكّده.
معَ أنّ المنقول عن بعض الأصحاب ليس الحكم بكون مسألة اللقاء (حكايةً موضوعةً) بقول مطلق ، ممّا يُوهمُ أنْ يكون هو واضعها ، وإنّما قوله هو : «إنّها حكايةٌ موضوعةٌ عليهِ» وهذا يعطي معنىً غير ذلك ، ويعني أنّ بعضهم افتعلها ونسبها إلى سعد ، فما ذنبُ سعد وما دخله في هذا الوضع والجعل ، حتى يُذكر كاتّهام له؟!
ورابعاً : قال : «وأنّ له كتاب الردّ على المحمّـديّة والجعفريّة وله الردّ على الغلاة».
نقول :
يظهرُ منه أنّه يعتبرُ سعداً مُعارضاً لطوائف الشيعة المختلفة ، ومنها طائفة الغلاة خاصة ، وذلك بتصدّيه للردّ عليهم ، فهو يمهّد بهذا إلى ما يأتي