وفي بعض نسخ النجاشي ما يدلّ على هذا المعنى الثاني. ومهما يكنْ ، فإنّ الكلامَ يدلّ على أنّ سعداً حاولَ أنْ يكتبَ في هذه الأبواب الفقهية فقهاً مقارناً بينَ الشيعة والعامّة ، ويقوم بما حاولنا تسميته بـ : (فقه الوِفاق) الذي قصدنا فيه الجمعَ بينَ الأحكام المتّفق عليها بينَ المسلمين ، بمحوريّة فقهِ أهل البيت عليهم السلام ، وجمع آراء منْ يتّفقُ معهم على فقههم ، ليدلّ على عدم انفرادهم بهذا الفقه.
إنّ عمل سعد إذنْ يكونُ من بوادر هذا المنهج الفقهيّ ، الحاوي على هذا الهدف السامي ، وهو التوحيد بين المسلمين على فقه جامع موحّد ، ينبذُ الخلافَ وفقهَهُ والشقاقَ وشأنَهُ.
وقد ذكرنا في أطروحتنا عن (فقه الوِفاق) أسماء الجهود التي بذلتْ في هذا السبيل ، ويُعدّ سعدٌ من الطليعة الذين قاموا بهذا العمل العظيم ذي الهدف السامي القويم ، كما أنّ كتابه الرحمة ذلك يُعدّ في صدر التراث المؤلّف في «فقه الوفاق».
فكيف يسعى طابع الذريعة أن يسيئ الاستفادة من عبارة النجاشي ببترها وتقطيع أوصالها حتى يمهّد لغرضهِ من جعل سعد رجلاً عامياً يريد التنكيل بالشيعة!
وثالثاً : قال : «ونقل عن بعض الأصحاب أنّ لقاءه معَ العسكريّ حكايةٌ موضوعةٌ».
نقول :
ومرّة أُخرى قطّع أوصال كلام النجاشي ، فإنّه إنّما قال : «ولقيَ مولانا أبا محمّـد عليهالسلام ، ورأيتُ بعضَ أصحابنا يضعّفون لقاءه لأبي محمّـد عليهالسلام