مقدّمة كتاب من لا يحضره الفقيه من مصادره التي قال عنها : «لم أقصد فيه قصد المُصنّفين في إيراد جميع ما رووه بل قصدتُ إلى إيراد ما أفتي به وأحكم بصحّته ، وأعتقدُ فيه أنّه حجّة في ما بيني وبين ربّي تقدّس ذكره وتعالت قدرته ، وجميع ما فيه مستخرَجٌ من كتب مشهورة عليها المعوّلُ وإليها المرجعُ ، مثل كتاب حَريز ... وكتاب الرحمة لسعد بن عبـد الله ... وغيرها من الأُصول والمصنّفات».
إنّ قيام سعد بتلك الرحلة ، وجمعه الحديث الكثير من العامّة يدلّ على هدف سام ، سنشرحه في الفقرة التالية.
ثانياً : قوله : «إنّ النجاشيّ قال : له خمسةُ كتب تُوافقُ الشيعةَ».
نقول :
وهنا أيضاً نقل كلام الشيخ النجاشيّ بصورة مبتورة ومحرّفة ، ففي عداد كتبِ سعد ذكر النجاشيُّ كتابَ الرحمة ، ومحتوياته وهي خمسةُ كتب : كتابُ الوضوء ، وكتابُ الصلاة ، وكتابُ الزكاة ، وكتابُ الصوم ، وكتابُ الحجّ ، وعقّب ذلك بقوله : «كتبه في ما رواه ممّا يُوافقُ الشيعةَ خمسةُ كتب : كتابُ الوضوء ، كتابُ الصلاة ، كتابُ الزكاة ، كتابُ الصيام ، كتابُ الحجّ».
وكلمة (كُتُبُهُ) إنْ كانت مستأنفةً ، فتدلّ على أنّ هذه الكتب ـ المذكورة ثانياً ـ هي أحاديث مرويّة عن العامة تدلّ على ما يوافق فقه الشيعة في أبواب : الوضوء ، والصلاة ، والزكاة ، والصيام ، والحجّ.
وإنْ كانت بصيغة الفعل (كَتَبَهُ) فهي تدلّ على أنّ كتابَ الرحمة مؤلّفٌ ليجمع بينَ رواياتِ الشيعة ورواياتِ العامّة الموافقة للشيعة في أحكام هذه الأبواب الفقهيّة.