لا ريب أنّ دراسة مشيخة(١) الرجل ـ وخصوصاً مثل شيخنا العظيم
__________________
عن تعاليق جيّدة نوعاً لشيخنا طاب ثراه على المشيخة ، وقد أوردتها كلاًّ في رسالتي هذه ضمناً ، مشيراً لمواطن وجودها غالباً ، وعلّقت عليها نوعاً.
وقد رتّبها طاب ثراه بشكل جدول خطأ وصواب. وجاء في أواخرها [صفحة : ١٠] ما نصّه :
«هذا ما تأتّى لنا من سبر هذه المشيخة على عجل ، وقد ذكر شيخنا الحبر العلم الأوحد ابن شهرآشوب في أسانيده هذه جمعاً من مشايخه من الفريقين تناهز عدّتهم ثلاثة وستّين رجلا من الذين تنتهي إليهم حلقات سلسلة المسانيد ، ألا وهم على ترتيب الأسانيد ...» ثمّ عدّد بعضهم.
وختم الرسالة بقوله قدّس سرّه ـ بعد عدّه للمشايخ ولم يستوف طبعاً ـ :
«من المأسوف عليه جدّاً أنّ هذه المشيخة مع ما فيها من [فوائد] جمّة ودروس عالية لا منتدح عن عرفانها لرجال الحديث والفنّ قد جاءت مبثوثة في الأسانيد مذكورة في الأخبار منشورة في المعاجم ... كلّ ذلك على علاّتها من دون أيّ مأخذ وتصحيح وتحقيق ، وقد مرّ بها أعلام القرون الغابرة منهم وهلمّ جرّاً حتّى العصر الحاضر مرور عابر خاطف ... [كلمة ساقطة]من تصدّى لتصحيح البحار ، ذاهلا عمّا فيها من الغلط والخلط والتصحيف».
ثمّ قال : «نعم ، كم ترك الأوّل للآخر ، وإنّي قائل : لكلّ امرىء ... [كلمة مطموسة] من أين تؤكل الكتف ، فالحمد لله أوّلا وآخراً».
أقول : علامة الحذف أو السقط هي : (...) لكلّ الكلمات المطموسة في الرسالة أو التي لم يمكن قراءتها فيها ، فلاحظ.
وعلى كلّ ، فهي رسالة موجزة جدّاً على نحو الفهرس ، بل هي أشبه بكونها تصويباً للأخطاء منها بكونها تعليقة ، لم يستوعبها ولم يعطها حقّها شيخنا طاب رمسه ، وحقّ له ذلك مع كلّ ما له من مشاغل ومهامّ ، فجزاه الله عن الإسلام خير الجزاء.
(١) المشيخة ـ بفتح الميم وكسر الشين ـ اسم مكان ، ومعناه عند أصحاب الرجال : محلّ ذكر الأشياخ والأسانيد.
وبسكون الشين بين الميم والياء المفتوحتين : جمع شيخ كالشيوخ والأشياخ والمشايخ ، وقد نسبه السيّد الداماد إلى الأشهر [انظر : الرواشح السماوية : ١١٥