طاب ثراه ـ تعطي رؤية واسعة عن عظمة الرجل العلمية ومقامه الاجتماعي ونفوذه وسيرته الثقافية والعملية وما له من سعة اطلاع في فنون العلم والرواية وكثرة ارتباطاته وعلاقاته.
فالمشيخات ـ بل الإجازات مطلقاً ـ ما هي إلاّ أسفار تاريخية رجالية ومجاميع علمية فنّية يمكن من خلالها الاطّلاع على تراجم العلماء الحاملين للأحاديث بما لهم من الخصوصيات ، ومن قرأ عليهم أو أقرأهم ، بالإضافة إلى معرفة حالاتهم وأوصافهم ، وكيفية شهادة الشيخ للطالب أو العكس
__________________
[المحقّقة ، وفي الحجرية : ٧٤ ـ ٧٥ (الراشحة العشرون)]
وذكر المطرزي في المغرب [صفحة : ١٥٠ مادّة (شيخ)]أنّها بفتح الميم وكسر الشين اسم للجمع ، والمشايخ جمعهما.
وقال في المصباح المنير [١ / ٣٢٩ مادّة (شيخ)] : «والمشيخة : اسم جمع للشيخ ، وجمعها : مشايخ».
كما وقد عدّ الفيروزآبادي في القاموس المحيط [١ / ٢٧٢] للشيخ أحد عشر جمعاً ، فراجع.
وقد جاءت هذه اللفظة في بعض الأسانيد كما في الكافي (الفروع) ٥ / ٤١١ حديث ٨ باب الرجل يدلّس نفسه والعنّين بالإسناد عن عبـد الله بن الفظل الهاشمي عن بعض مشيخته ، قال : قالت امرأة لأبي عبـد الله عليهالسلام ...
انظر : الفوائد الرجاليه للكلباسي ٤ / ١٣٠ ـ ١٣١
والمشيخة ـ اصطلاحاً ـ تطلق على عدّة من شيوخ صاحب الكتاب روى الأحاديث عنهم [لاحظ : مقباس الهداية ٣ / ٤٣ ، وما جاء في ذيله ومستدركاته] ، وتطلق أحياناً على الكتاب المشتمل على ترجمة المشايخ من الرواة وذكر الراوين عنهم والمرويّين و.. ويذكرون فيه ـ أحياناً ـ حديثاً واحداً ممّا رواه ذلك الشيخ لهم ، ويقال لها أحياناً : الإجازة [انظر : مستدرك مقباس الهداية ٦ / ٢٨٨] ، وبين المشيخة والإجازة عموم من وجه.
وعليه ، فالمشيخة عليها بيان أسانيد الأحاديث مقابل الفهرس الذي هو مجموعة تنظّم أسماء المؤلّفين والمصنّفين ، وكذا تخالف علم الرجال والتراجم ، ولعلّ عملنا هذا يحوي مفهوماً جديداً للمشيخة أعمّ ممّا ذكروه كلاًّ ، فلاحظ.