ـ وإن ندر ـ ، ومعرفة عصرهم وزمن تحمّلهم للأحاديث ومكانه ، ومكانة معاصريهم ، وتمييزهم في الطبقة عمّن لم يكن فيها ... إلى غير ذلك من فنون التاريخ والرجال والأنساب والطبقات ، وكلّ ما له دخل في قبول روايتهم أو الوثوق والاطمئنان بها أو بهم ، وهذا ـ ولا شكّ ـ ممّا له الأثر الكبير في صحّة الأصل الخاصّ المعيّن وحصول الاعتماد عليه.
فكانت دراسة مشيخة كتاب مناقب آل أبي طالب عليهمالسلام أحد السبل المهمّة للاطّلاع على غالب مشايخه من العامة والخاصّة ، وقد استفدت في معرفة باقي مشايخه من تتبّع جملة مصادر روائية والسبر في المجاميع الرجالية وبعض مصنّفاته المطبوعة.
وبعد كلّ هذا فلنرجع إلى شيخنا المصنّف طاب ثراه ، حيث بعد دراسة لنا في مقدّمة مناقبه وطرقه وما أورده في معالمه(١) وسبر تراجم الأعلام السابقين عليه واللاحقين به لمعرفة من درس عليه أو درّسه أو استجاز منه أو أجازه أمكن تحصيل هذه المجموعة من المشايخ(٢).
وقد أوردها العلاّمة المجلسي في مقدّمات بحار الأنوار(٣) في الفصل الخامس ـ الذي خصّصه لذكر بعض ما لابدّ من ذكره ممّا ذكره أصحاب الكتب المأخوذ منها في مفتتحها ـ وهو أوّل من ذكر منهم المصنّف رحمهالله ، حيث قال : «قال ابن شهرآشوب في المناقب : كان جمع ذلك الكتاب بعد
__________________
(١) أعني معالم العلماء ، له طاب رمسه.
(٢) وهي بنظرنا ناقصة لعدم حصولنا على كتابه ـ الذي أحال عليه مشيخته مفسّريه ـ وهو كتاب أسباب النزول ، وفّقنا الله لإتمامها وإكمالها.
(٣) بحار الأنوار ١ / ٦٢ ـ ٧٠ ، وقد طبّقناه على مقدّمة المناقب ـ بطبعتيه النجفية والبيروتية ـ وذكرنا غالب الفروق المهمّة بينهما وعلى نسخة خطّية جيّدة من المناقب.