واختار قراءة زيد بن ثابت لأنّه كتب الوحي»(١).
وفيما ذكره الشهرستاني دلالات :
١ ـ إنّ عليّاً عليهالسلام كان شاهداً ومشرفاً على كتابة القرآن في عهد عثمان ، ولذلك فقد فصّل في طبيعة الكتابة والإملاء والأخذ بقراءة زيد بن ثابت.
٢ ـ إنّ عليّاً عليهالسلام أكّد أنّ زيد بن ثابت كان كاتباً للوحي كما كان أمير المؤمنين عليهالسلام ذاته ، وقد كان اختياره لكتابة الوحي مع عليّ بن أبي طالب عليهالسلامحتّى لا تختلف الأُمّة من بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في القرآن كما اختلفت في ولاية أهل البيت عليهالسلام كما ذكرنا ذلك سابقاً.
٣ ـ تلاميذ الإمام عليهالسلام :
وذكر ابن طاووس (ت ٦٦٤ هـ) في سعد السعود أنّه اشتهر بين أهل الإسلام أنّ ابن عبّاس كان تلميذ عليٍّ عليهالسلام.
وذكر محمّـد بن عمر الرازي في كتاب الأربعين أنّ ابن عبّاس رئيس المفسّرين كان تلميذ عليِّ بن أبي طالب عليهالسلام(٢).
وكان للإمام عليهالسلام تلميذ آخر هو أبو الأسود الدُّؤلي الذي تعلّم أصول النحو من أمير المؤمنين عليهالسلام ، فقد كانت العرب في البادية تنطق بكلام فصيح وتنشد أشعاراً بليغة وتفقه فصاحة القرآن وبلاغته الإعجازية ولكن اختلاط الأُمم الأُخرى بالعرب أبرزت اللحن على لسان الفصحاء من العرب ، ولذلك أشار الإمام عليهالسلام على الدؤلي بكتابة النحو حفظاً على سلامة
__________________
(١) مفاتيح الأسرار ومصابيح الأبرار : المقدّمة.
(٢) سعد السعود : ٢٦٦ (رأي الفرّاء في قوله تعالى : (إِنْ هذَانِ لَسَاحِرَانِ)).