إلى الإمام العسكري عليهالسلام ، فهل أنّ الكتاب المسمّى بـ : تفسير الإمام العسكري عليهالسلاممنسوب إلى الإمام عليهالسلام وليس من إملائه؟
لو تفحّصتَ الكتب الرجالية لاستخلصتَ أنّ للإمام العسكري عليهالسلامكتابين في التفسير :
الأوّل : جمعه الحسن بن خالد البرقي كما ذكره ابن شهرآشوب في معالم العلماء(١) ، وهو تفسير يقع في مائة وعشرين مجلّداً ، ولم يصلنا هذا الكتاب.
الثاني : جمعه يوسف بن محمّـد بن زياد وعلي بن محمّـد بن سيار (وهما مجهولان في علم الرجال) ورواه عنهما الاسترآبادي المعروف بأبي الحسن الجرجاني المفسّر (وهو مجهول الحال أيضاً) ، وهذا الكتاب المتداول هو المنسوب إلى الإمام العسكري عليهالسلام.
وقد انقسم الرأي العلمي حول هذا الكتاب وتخندق حول معسكرين :
الأوّل : قال بأنّ الكتاب ضعيف ولا يمكن أن يصدر من عالم من العلماء فضلاً عن المعصوم عليهالسلام. ومن روّاد هذا المعسكر : العلاّمة الحلّي ، والمحقّق الداماد ، والشيخ البلاغي ، والسيّد الخوئي. نقده السيّد الخوئي قدسسرهبالقول : «... هذا مع أنّ الناظر في هذا التفسير لا يشكّ في أنّه موضوع ، وجلّ مقام عالم محقّق أن يكتب مثل هذا التفسير فكيف بالإمام عليه السلام»(٢).
الثاني : قال بأنّ الكتاب أثر من آثار أهل البيت عليهمالسلام وينبغي أن
__________________
(١) معالم العلماء لابن شهرآشوب : ٧٠ رقم ١٨٩.
(٢) معجم رجال الحديث ١٣/١٥٧ رقم ٨٤٤٢.