الحلّة على الرجال وحدهم وإنّما شملت النساء أيضاً ، فكانت النهضة النسوية أشبه بنهضة الرجال وتسايرها جنباً إلى جنب حتّى احتفظ تاريخ الحلّة بأسماء فضليّات النساء ، ومنهنّ من بلغت درجة الاجتهاد كزوجة صاحب الترجمة ...».
وكذلك ابنة الشيخ ورّام الحلّي ، وهي والدة السيّدين السندين جمال الدين أحمد ورضي الدين علي ابني طاووس رضي الله عنهما.
قال الشيخ البحراني في لؤلؤة البحرين(١) عند ذكره لابني طاووس :
«وهما أخوان من أمٍّ وأب ، وأُمّهما ـ على ما ذكره بعض علمائنا ـ بنت الشيخ مسعود ورّام بن أبي الفراس بن فراس بن حمدان ...» إلى آخر ما قاله حول علاقة النسب المزعومة بينهما وبين الشيخ الطوسي قدسسره من جهة وبين الشيخ الطوسي والشيخ ابن إدريس من جهة أخرى ، وسنتعرّض لتفصيل ذلك عند ذكر ترجمة الشيخ محمّـد بن إدريس الحلّي ، فلاحظ.
ومن النساء العالمات الفاضلات أيضاً ابنة الشيخ محمّـد بن إدريس الحلّي التي هي زوجة الشيخ أحمد بن سعيد عم المحقّق الحلّي نجم الدين ووالدة الشيخ الفقيه نجيب الدين يحيى بن أحمد بن يحيى بن سعيد.
وهناك نساء عالمات أُخريات قد تخرّجن على علماء مدرسة الحلّة ، أمثال الحاجّة فاطمة المدعوّة بـ : ستّ المشايخ ، وهي بنت الإمام الفقيه محمّـد بن مكّي العاملي المعروف بالشهيد الأوّل ، حيث أجازها وأباها وأخواها(٢) السيّد العلاّمة النسّابة تاج الدين محمّـد بن مُعَيَّة الحسني الحلّي.
__________________
(١) لؤلؤة البحرين : ٢٣٦.
(٢) أمل الآمل ٢ / ٩٤.