وغيرهنّ من فضليات النساء اللآتي لأسباب أو لضروف معيّنة لم تصلنا أسماءهنّ أو ما هي آثارهنَّ العلمية ، ورغم هذا العدد القليل من الأسماء إلاّ أنّه يمكننا القول : إنّه كان لهنَّ دور متميّز في نشوء نهضة علمية نسوية سارت جنباً إلى جنب مع نهضة الرجال العلمية ، وكانت نواة هذه النهضة بيوت العلماء والفقهاء الأعلام كمصادر للإشعاع الفكري لا يفرّق في نشر العلم واكتسابه بين المرأة والرجل ويساهم في بناء مجتمع سليم يتميّز بأعلى المراتب الخير والفضيلة.
تطوّر الفقه الإسلامي في مدرسة الحلّة :
إنّ نشوء مدرسة الحلّة العلمية بداية القرن السادس الهجري ووضوح ملامحها الفكرية والأدبية وما كانت عليه من اهتمام كبير وواضح بمادّة الفقه الإسلامي والشيعي الإمامي على وجه الخصوص أدّى إلى تطوّر ملموس في نضوج وتهذيب هذا العلم الذي كانت له قبل نشوء مدرسة الحلّة وفي عهد الشيخ الطوسي قدسسره بالتحديد قفزات نوعية متميّزة ساهمت في القضاء على رتابة البحث الفقهي قبل عصر الشيخ وتحريك الجمود العلمي ، معيداً صياغة الفقه والاستنباط بصورة مستحدثة وجديدة ، فكان عصر الشيخ الطوسي عصر العطاء الفقهي المتميّز.
يقول الشيخ محمّـد مهدي الآصفي في مقدّمته لكتاب الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية(١) :
«... ووجد ثانياً جمود الفقهاء المتقدّمين على ألفاظ ومباني وأصول
__________________
(١) الروضة البهية ١ / ٦٧.