القرن السادس الهجري
(٥٠٠ ـ ٦٠٠ هـ)
وهو القرن الذي شهد بناء مدينة الحلّة وتأسيسها ، وكما ذكر سالفاً من قيام الأمير سيف الدولة صدقة المزيدي بتشييد المدينة وإنشاء مرافق الحياة فيها وتشجيعه للعلم والعلماء وبذل الأموال وإجراء الجرايات لهم وتوفير الأمن والاستقرار حتّى تقاطروا على المدينة من كلّ حدب وصوب ، فكانت هذه الظروف والأجواء أذاناً ببدء النهضة العلمية ونشوء الحركة العلمية والأدبية فيها ، وقد برز خلال هذا العصر أساطين من العلماء الأعلام والأدباء الكبار أمثال الشيخ محمّـد بن إدريس الحلّي والشيخ سديد الدين الحمصي والشيخ ورّام الحلّي وغيرهم ممّن ستأتي تراجمهم لاحقاً وكما يلي :
١ ـ الشيخ أحمد بن أبي زنبور الحلّي :
جاء في كتاب تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام(١) : «ومنهم أحمد بن علي بن أبي زنبور إمام الأدب أبو الرضا النيلي اللغوي النحوي الشاعر. قال السيوطي : قال الذهبي : قرأ على يحيى بن سعدون القرطبي ، وتأدّب على سعيد بن الدهّان ، ومدح الصلاح بن أيّوب بقصيدة طويلة فوصله عليها بخمسمائة دينار ، وكان من غلاة الرافضة ، عمّر دهراً ، ومات في الموصل سنة ثلاثة عشر وستمائة».
__________________
(١) تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام : ١٢٧.