منهما ، وقد أحسّ دبيس بتغيّر نيّة السلطان فيه وحاول الهرب مراراً ولكن حالت أمور دون ذلك. ذات يوم وهم نازلون على باب مراغة جاء دبيس وجلس في باب خيمة السلطان ، فسيّر إليه بعض غلمانه ، فجاء من ورائه وضرب رأسه بالسيف فأبانه ، وكان ذلك في رابع عشر ذي الحجّة سنة (٥٢٩ هـ) ، وقيل : إنّ قتله كان على باب خوي ، وقيل : إنّه كان على باب تبريز. ولمّا قتل حمل إلى زوجته كهار خاتون في ماردين ، فدفن بالمشهد عند نجم الدين الغازي والد كهار خاتون».
أقول :
كم من شريف أصيل نبيل قتلته الخيانة وأفنى عطاءه الغدر وكثرة أهل الحقد والحسد ، وصاحب الترجمة أحد أولئك النبلاء الذين بذلوا الكثير من أجل رفعة الدين والعقيدة وإعلاء شأن المسلمين ، وإنّ ما ذكر هنا في هذه الترجمة الموجزة لهو نزر يسير من حياة هذا الأمير النبيل رحمه الله تعالى.
١٧ ـ الشيخ سالم ابن العودي النيلي :
هو أبو المعالي سالم بن علي بن سلمان بن علي العودي التغلبي الحلّي ، من مشاهير شعراء عصره. ذكره العماد الأصبهاني في الخريدة(١)فقال :
«شاب شبَّت له نار الذكاء وكأنّما شاب لنظمه صرف الصهباء بصافي الماء ، ونثر فيه شؤبوب الفصاحة يسقي من ينشد شعره راح الراحة ... إلى قوله : وأنشدني الشريف قطب الدين أبو يعلى محمّـد بن علي بن حمزة ببغداد في ربيع الآخر سنة (٥٥٩ هـ) قال : أنشدني الربيب الأقساسي
__________________
(١) الخريدة ٤ / ق١ / ١٨٩.