قد ذكرت المصادر أنّه توفّي (١١٨٥ هـ)(١).
وهذا ما يعطينا بصيصاً من الضوء حول سنوات ولادته فما دام معلّمه الأوّل جدّه فيقتضي أن يكون عمره من حين تلمّذه عليه (١١٨٥ هـ) وكتابة الرسالة (١٢١٤ هـ) ٤٢ سنة ونضيف عليها سنوات طفولته وتلمّذه على شيخه لا تتعدّى الخمسة عشر عاماً فيكون العقد السادس هو على أغلب الاحتمالات قد ولد فيه شيخنا المؤلِّف.
أمّا في ما يتعلّق بنشأته العلمية فقد كان لمدينته الشويكة مسكنه الأوّل أثر بارز في نشأته العلمية ، إذ كانت هذه القرية من القرى العلمية المهمة في البحرين تليها الخطّ ، إذ نبغ فيها العديد من علماء الإماميّة وشيوخهم ، إذ أوردت كتب التراجم أسماء عدد غفير منهم أسهموا برفد التراث الشيعي بالعديد من المصنّفات(٢).
كان للظروف السياسية وبسبب الحروب أثر فاعل في تغيّر سكن هذا الشيخ ، فقد كانت لغزوات العتوب على مدينة الخطّ أثر في تغيّر سكن هذا الرجل(٣) ، فقد اتّخذ من الشاخورة(٤) ، مسكن والده موطناً له فكان لهذه المدينة أثر فاعل حسبما يقول في رسالته (وذلك من فضل الله علينا).
__________________
(١) ينظر صفحة ٤٢٠ ـ ٤٢١.
(٢) ينظر أنوار البدرين في تراجم علماء الإحساء والقطيف والبحرين للشيخ علي البلادي.
(٣) حكم الفرس البحرين في العصور الحديثة طيلة الفترة (٦٠٢ ـ ١٧٨٢ م) وانتهت تلك السيطرة عام ١٧٨٣ ـ ١١٩٨ هـ) حيث استطاعت قبيلة العتب أن تضع نهاية للحكم الفارسي على يد محمّـد بن خليفة شيخ قبيلة العتب الذي ضمّ البحرين إلى إمارته ، وقد مهّد لذلك التفكّك السياسي الذي عانته بلاد فارس على أثر اغتيال كريم خان الزندي عام ١٧٧٧ م ، ينظر قاسم ، جمال زكريّا ، دراسة لتاريخ الإمارات العربية ، دار البحوث العلمية ط٢ ، الكويت : ١٩٧٤ ، ٣٩.
(٤) الشاخورة : قرية من قرى البحرين.