يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض»(١).
إذ مبنى كلٍّ منهما على صاحبه وكان الكتاب هو الصامت ، والذرّيّة هي الناطقة فاحتاج الكتاب لمن يكشف عن مبهماته ويوضّح محكماته ومتشابهاته(٢) ولن يصلح لذلك سواهم؟ إذ هم الراسخون في العلم أوّلاً هم وآخراً هم.
قال تعالى : (وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ)(٣)فهم الذين أخذوا عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن جبريل عن الله.
ووالِ أُناساً أن يقال حديثهم |
|
عن المصطفى عن جبرائيل عن الباري(٤) |
فأئمّتنا عليهمالسلام لم يعملوا إلاّ بالكتاب والسنّة ونحن متّبعون لهم ، ولله الحمد والمنّة ، ترى الكلّ منّا لا يقول إلاّ بقول الإمام ولا يقول بقول الأنصاب والأزلام(٥) ، يقول : قال الباقر قال الصادق قال الكاظم ، لا قال
__________________
(١) صحيح مسلم : ١٠٤٣ الحديث ٢٤٠٨ ، ابن مردويه ، مناقب عليعليهالسلام صفحة ٢٢٨.
(٢) المحكم من الآيات : ما يدلّ على مفهوم معيّن لا تجد صعوبة أو تردّداً في تجسيد صورته أو تسخيره في مصداق معيّن. أي ما كان حكمه واضح في القرآن الكريم وهو قطعيّ أي لا يبقى المكلّف مردوداً بأمر آخر ، كقوله تعالى : (أقيموا الصلاة).
المتشابه : ما يدلّ على مفهوم معيّن تختلط علينا صورته الواقعية ومصداقه الخارجي أي ما كان في القرآن الكريم بألفاظ يبقى معها المكلّف مردّد بين أمرين فيعود إلى السنّة ومشهور العلماء من ثمّ العقل مثل (الرحمن على العرش استوى) طه : ٥. ينظر ، الحكيم ، محمّـد باقر ، علوم القرآن ، مجمع الفكر الإسلامي ـ الطبعة الرابعة ، قم : ١٤١٩ ، ص١٧١.
(٣) سورة آل عمران : ٧.
(٤) لم نجد أصل هذا الشعر.
(٥) الأنصاب : حجارة كانت حول الكعبة تنصب فيهلّ عليها ويذبح لغير الله تعالى.