فالفرقة الناجية هي نحن ليس إلاّ ـ وأُمّ الكتاب(١) ، بغير شكٍّ وارتياب ، حيث هبّت علينا النفحة القدسية ، وأفيضت علينا السوانح الإلهية والرواشح الملكوتية ونظمنا في سلك ولاء الأئمّة الاثني عشرية ، وصرنا من المحبّين لتلك الذريّة العلوية ، وتبرّأنا من أعدائهم الغوية. إذ كان نور مأخذ أحكامنا وما نعتمد عليه في حلالنا وحرامنا ومكروهنا ومندوبنا ومباحنا ، مقتبساً من مشكاة أنوارهم ، ومستنبطاً من رواياتهم وأخبارهم ، وقد تواتر بين الفريقين ، من غير شكٍّ ومَيْن عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) : «إنّ أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق وهوى»(٢).
فليس ركوبها إلاّ متابعتهم ، ولا التخلّف عنها إلاّ مجانبتهم ، فكان ممّن ركب في تلك السفينة ، وتعلّق بحبالها المتينة ، نحن المستخرجون من بحارها الثمينة ، وقد تواتر أيضاً قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) : «إنّي مخلِّف فيكم الثقلين كتاب الله الذي هو الثقل الأكبر ، وذرّيّتي الذين هم الثقل الأصغر أنّهما لن
__________________
الله جميعا ...) ، ينظر : الطبرسي ، مجمع البيان في تفسير القرآن ، دار إحياء التراث العربي ـ بيروت : ١٣٧٩ ، ٢/٣٥٦.
(١) اقتباساً من قوله تعالى : (وإنّهُ في أُمّ الكتاب لَدينَا لعليٌّ حكيم) الزخرف : ٤ (أُمّ الكتاب) أي اللوح المحفوظ وأنّه سمّي أمّا لأنّه سار الكتب تنسخ منه وقبل لأنّ أصل كلّ شيء أُمّه والقرآن فثبت عند الله في اللوح المحفوظ .. وهم الكتاب الذي كتب الله فيه ما يكون إلى يوم القيامة. ينظر ، الطبرسي ، مجمع البيان ، ٥/٣٩.
(٢) ذكر ابن مردويه أنّ هذا الحديث رواه السيوطي في تفسير الدرّ المنثور ٣ : ٣٣٤ ، وقال : أخرجه الحاكم عن أبي ذرّرضياللهعنه. ينظر : ابن مردويه ، مناقب عليّعليهالسلام ، ٢١٤ ، شرف الدين عبـد الحسين ، المراجعات ، ط٣ ، دار التعارف ، بيروت : ٢٠٠٣ ، ١٦٩.