الفَاضِلِ المُحَقّقِ سَعْدِ الدّين التّفْتَازانِي(١) ، فِي مَبْحث مِن مَبَاحِثِهِ» ، أي : في مبحث تعريف المسند إليه من مباحث علم المعاني في شرح المطوّل على تلخيص المفتاح.
ومن ثمّ بنى الفوائد الثلاث على قوله : «وَلَمّا كَانَ البَحْثُ يَتَعَلَّقُ بالاسْمِ الجَلِيْلِ ، وَهُوَ لَفْظُ الجَلالةِ مِنْ جِهَةِ الاسْتِعْمَالِ ، فَبِالحَرِيّ بِنَا أَنْ نَذْكُرَ بَعْضَ مَا يَتَعَلَّقُ بِهِ مِنَ المَبَاحِثِ الرّاجِعَةِ إِلَى لَفْظِهِ عِنْدَ أهْلِ عُلُومِ العَرَبِيَّة ، وَبَعْضِ مَا يَكُونُ لِكَلامِنَا فِي المُنَاظَرَةِ ، كَالأصْلِ الّذي يَرجِعُ إِلَيْهِ فِي تَوْجِيْهِ الحُجَّةِ ، وَإِصْـدَارِ الدَّلِيْلِ ؛ لِتَحَصُّلِ تَمَامِ الفَائِدَةِ ، وإيضاحِ السَّبِيلِ ، وَيُتَصَوّرُ ذَلِكَ فِي فَوَائِدَ». وهي :
الفَائِدَةُ الأُولَى : في اختلاف علماء العربية فِي لفظ الجلالة (الله) ، وفي أصله الاشتقاقي ، وعلّته الإعلالية ، وعزو بعض الآراء إلى أصحابها ، وترجيح بعضها بالدليل النّقلي ، ومن هناك ختم الفائدة بإطباق علماء العربية على القول باختصاصه بالحقّ سبحانه.
الفَائِدَةُ الثانية : في معنى وضع الألفاظ ، وتناول فيها الوضع وحدّه ، وطريق معرفته عند علماء العربيّة والأصوليّين ، .. قال : «الوَضْعُ فِي اصْطِلاحِ عُلَمَاءِ العَرَبِيَّة ، والأصُولِ : هُوَ تَعْيينُ اللفْظِ لِلدّلالةِ عَلَـى المَعْنَى بِنَفْسهِ».
الفَائِدَةُ الثالثة : في الكلّيّ وحقيقته وتقسيمات المنطقيّين والأصوليّين فيه ...
وفي خاتمـة الرّسالة جعل البحراني إيراد نصّ التّفتازاني ، والجواب
__________________
(١) ستأتي ترجمة التفتازاني فيما بعد ؛ وإنّما أخّرناها ، ولم نفردها في المقدّمة ؛ للمحافظة على جوهر الموضوع في الرسالة.