عن إشكالية التّوجيه فيه.
منهج الرّسالة وأسلوبـها :
عندما نتصفّح الرّسالة نجد مجموعة من الأسس والمراجع الّتي قد أفاد منها المؤلّف في بناء هيكلها العلمي ، ومِن ثَمّ في الطّرح والمناقشة ، منها :
ما هو نقلي متمثّلاً بأصول نحويّة كالسماع ، والاستشهاد اللغوي ، والاستعمال عند علماء العربيّة ، والأصول.
والآخر عقليّ ، في كلّيّات القياس المنطقي والأصولي .. وكذا في العرفان على سبيل الإشارة أو اللمحة العابرة ، وقد تقدّم شيءٌ من ذلك ، في بيان الغرض من تأليف هذه الرسالة.
لقد كانت سبيل البحراني في عرض المادّة موزّعة بين توضيح الأصول والكُلّيّات ، ومن بعدُ الحوار والمناقشة وبيان الرّأي : من ذلك ، مثلاً في الكُلّي وحقيقته ، قوله : «الكلّيّ مِنْ حَيْثُ إِنَّهُ كُلّيٌّ ، أَيْ : مَفْهُومٌ لا يَمْنَعُ نَفْسُ تَصَوّرهِ مِنْ وُقُوعِ الشّركةِ فِيْهِ. وَحَقِيْقَتُهُ : هُو مَا يَصْدقُ فِي الذِّهْنِ عَلَى أَفْرَاد مُتَعَدِّدَة مُخْتَلِفَة بِالحَقَائِقِِ ، كـ : (الجِنْسِ ، والعَرْضِ العَامِّ) ، أَوْ مُتّفِقَة بِالحَقَائِقِ ، كـ : (النَّوعِ ، والفَصْلِ ، والخَاصّةِ) ، بِوَضْع وَاحد هُو مِن هَذهِ الحَيْثِيَّةِ ...».
ثم يوضّح بعض مفاصل الحدّ مع مراجعه ، فيقول : «وَقَوْلِي فِي التّعريفِ : (بِوَضْع وَاحِد) ؛ لإخْرَاجِ المُشْتَركِ ؛ فَإِنّهُ ، وَإِنْ صَدَقَ عَلَى أَكْثَرَ مِنْ فَرْد وَاحد ، إلاّ أنّهُ يَصْدُقُ عَلَى كُلّ وَاحِد مِنْ مَعَانِيهِ ، بِتَعْيين خَاصّ لِذَلِكَ المَعْنَى ، فَهُوَ مُتَعَدِّدُ الوَضْعِ ، بِخِلافِ الكُلِّيّ ، كـ : (حَيْوَان ، إِنْسَان) ،