مَبَاحِثِهِ(١).
وَلَمّا كَانَ البَحْثُ يَتَعَلَّقُ بالاسْمِ الجَلِيْلِ ، وَهُوَ لَفْظُ الجَلالةِ مِنْ جِهَةِ الاسْتِعْمَالِ(٢) ، فَبِالحَرِيّ(٣) بِنَا أَنْ نَذْكُرَ بَعْضَ مَا يَتَعَلَّقُ بِهِ مِنَ المَبَاحِثِ الرّاجِعَةِ إِلَى لَفْظِهِ عِنْدَ أهْلِ عُلُومِ(٤) العَرَبِيَّة ، وَبَعْضِ مَا يَكُونُ لِكَلامِنَا فِي المُنَاظَرَةِ ، كَالأصْلِ الّذي يَرْجِعُ إِلَيْهِ فِي تَوْجِيْهِ الْحُجَّةِ ، وَإِصْدَارِ الدَّلِيْلِ ؛ لِتَحَصُّلِ تَمَامِ الفَائِدَةِ ، وإيْضَاحِ السَّبِيلِ ، وَيُتَصَوّرُ ذَلِكَ فِي فَوَائِدَ.
الفَائدَةُ الأُولَى :
[اختلاف علماء العربية فِي لفظ الجلالة (الله)]
إِنّ عُلَمَاءَ العَرَبِيَّةِ قَدِ اخْتَلَفُوا(٥) فِي لَفْظِ الاسْمِ المُعَظَّمِ ، فَـمِنْهُم مَنْ
__________________
، والأعلام ٧/٢١٩ ، ومعجم المؤلّفين ١٢/ ٢٢٨ ، وتأريخ آداب اللغة العربيّة ٣/٢٤٦ ـ ٢٤٧ ، ومعجم المطبوعات العربية ١/٦٣٥ ، ومقدّمة محقّق كتابه المطوّل : ٨ ـ ١٠.
(١) أي : في مبحث تعريف المسند إليه بالعلمية في المباحث البلاغية من علم المعاني لشرح تلخيص المفتاح ، وقد ذكر المؤلّف شيئاً من ذلك في الرّسالة ، سيأتي إن شاء الله تعالى.
(٢) من هذه الجهة فحسب وليس من حيثياته الكثيرة.
(٣) قد يحدّث الرّجلُ الرجلَ فيقول : بالحَريّ أن يكون كذا. وهذا الأمر مَحْراةٌ لذلك ، أي مَقْمَنَةٌ ، وما أَحْراهُ ، وأحْرِ به ، ويقال : هو حَريّ أن يفعل بالفتح ، أي خليقٌ وجديرٌ. ينظر : لسان العرب ١٥/١٧٣ مادّة (حرى).
(٤) في المخطوط بـ : (أل) ، هكذا : (العلوم العربية) ، والأصحّ ما أثبتناه.
(٥) اختلف العلماء في اللفظ المعظّم (الله) ، وأصله الإعلالي ، وتكلّموا على الألف واللام التي فيه ، هل هي للتعريف أو زائدة أو أنّها من جنس الكلمة؟ وهل هو عربيّ أو أعجميّ؟
فالجمهور على القول إنّه عربيّ ، ومنهم من أشار إلى أنّ له أصولاً في اللغة