يَا هِشَامُ ، اللهُ مُشتَقٌّ مِن : إلِه ، وإِله(١) يَقْتَضِي مَأْلُوهاً ، والاِسْمُ غَيْرُ المُسَمَّى ، فَمَنْ عَبَدَ الاسْمَ دُوْنَ المُسَمَّى ، فَقَدْ كَفَرَ ، وَلَمْ يَعْبُدْ شَيئاً. وَمَنْ عَبَدَ الاِسْمَ ، والمُسَمَّى ، فَقَدْ أَشْرَكَ. وَمَنْ عَبَدَ المُسَمَّى بِوُقُوعِ الاِسمِ عَلَيْهِ ، فَقَدْ وَحّدَ اللهَ ...(٢) الخَبَر.
__________________
المقال ٣/١١٨ ، وهديّة العارفين ٢/٥٠٧ ـ ٥٠٨ ، والأعلام ٨/٨٥ ، ومعجم المؤلّفين ٣١/١٤٨ ، وهشام بن الحكم : ٣٩ ، وما بعدها.
(١) في الأصل : (أله) ، وما أثبتناه من نصّ الحديث الآتي ، مع مناسبة المتقدّم من المعنى الاشتقاقي له.
(٢) نصّ الحديث كما في أصول الكافي في (كتاب التوحيد ، باب المعبود ، الحديث الثاني) هكذا : نقل «علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن النضر بن سويد ، عن هشام بن الحكم أنّه سأل أبا عبد اللهعليهالسلام عن أسماء الله واشتقاقها : الله ممّا هو مشتقّ؟ قال : فقال لي : يا هشامُ ، الله مشتقّ من : إله ، والإله يقتضي مألوهاً ، والاسم غَيْر المسمّى ، فمن عبد الاسم دون المعنى ، فقد كفر ولم يعبد شيئاً ، ومن عبد الاسم والمعنى ، فقد كفر وعبد اثنين ، ومن عبد المعنى دون الاسم ، فذاك التوحيد ، أفهمت يا هشام؟
قال : فقلت : زدني. قال : إنّ لله تسعة وتسعين اسماً فلو كان الاسم هو المسمّى لكان كلّ اسم منها إلهاً ، ولكن الله معنى يُدلّ عليه بهذه الأسماء ، وكلّها غيره ، يا هِشام ، الخبز اسم للمأكول ، والماء اسم للمشروب ، والثوب اسم للملبوس ، والنّار اسم للمحرق ، أفهمت يا هشام ، فهماً تدفع به وتناضل به أعداءنا والمتّخذين مع الله عزّ وجلّ غيره؟. قلت : نعم ، قال : فقال : نفعك الله به ، وثّبتك يا هشام ، قال هشام : فوالله ما قهرني أحدٌ في التّوحيد حتّى قمت مقامي هذا». الكافي ١/٨٧. وينظر : التوحيد : ٢٢١ ، والاحتجاج ٢/٧٢ ، والفصول المهمّة ١/١٦٤ ، بحار الأنوار ٤/١٥٧ ، ونور البراهين ١/٥١٨ ، ومستدرك سفينة البحار ١/١٧٠.
قال محمّد صالح المازندراني (١٠٨١ هـ) في شرح أصول الكافي ٣/ ٩٩ ـ ١٠١ : وهو في معرض معنى الحديث وشرحه ، والاشتقاق ودلالته ، قال : «أي : سأل عن كلّ واحد منهما أو سأل عن اشتقاقها وذكر أسماء من باب التّمهيد على أن يكون هذا الكلام من قبيل سأل عن زيد وحاله أي : سأل عن حاله ، ولعلّ ذلك السؤال