وَمِنْهَا : إنّهُ مُشْتَقٌّ مِنْ : أَلِهَ ، إِلَيْهِ ، بِمَعْنَى : فَزِعَ إِلَيْهِ ، عَلَى قَوْل(١) ، أَوْ بِمَعْنَى : سَكَنَ إِلَيْهِ ، عَلَى قَوْل آخَرَ(٢).
__________________
٦/٢٢٢٤ مادّة : (أله) ، وجاء في مجمع البيان ١/٥٠ : «إنّه مشتقّ من الوَلَه : وهو التّحيّر ، يقال : أَلِه يَأْلَه إذا تحيّر ـ عن أبي عمرو ـ فمعناه : أنّه الذي تتحيّر العقول في كنه عظمته». وفي الجامع لأحكام القرآن ١/١٠٢ : «قيل : هو مشتقّ من وِله إذا تحيّر ، والولَه ذهاب العقل ، يُقال : رجل واله وامرأة والهة وواله وماء مولّه : أرسل في الصحاري ، فالله سبحانه تتحيّر الألباب وتذهب في حقائق صفاته والفكر في معرفته ، فعلى هذا أصل إلاه وِلاه ، وأنّ الهمزة مبدّلة من واو ، كما أبدلت في : إشاح ووِشاح وإسادة ووسادة. وروي عن الخليل ، وروي عن الضحّاك ، أنّه قال : إنّما سمّي الله إلهاً ؛ لأنّ الخلق يتألّهون إليه في حوائجهم ويتضرّعون إليه عند شدائدهم ، وذُكِر عن الخليل بن أحمد أنّه قال : لأنّ الخلق يأهلون إليه بنصب اللام ، ويأهلون أيضاً بكسرها ، وهما لغتان ، وقيل : إنّه مشتقّ من الارتفاع فكانت العرب تقول لكلِّ شيء مرتفع : لاها ، فكانوا يقولون إذا طلعت الشمس : لاهت ..». وينظر : مجمع البيان ١/٥٠ ، ولسان العرب ١٣/٤٧٠ مادّة (أله) ، والبحر المحيط ١/١٢٤ ، وتفسير القرآن العظيم ١/٢٠ ، وروح المعاني ١/٥٦.
(١) جاء في تفسير البحر المحيط ١/١٢٤ ، في بعض من نسبة هذه الآراء ، قوله : «وقيل : الألف زائدة ومادّته همزة ولام من أله ، أي : فَزِعَ ، قاله ابن إسحاق ، أو أَلِه : تحيّر ، قاله أبو عمرو ، وأَلِه : عَبَد ، قاله النّضر ...». وأنوار التنزيل ١/٣٤. وروح المعاني ١/٥٥ وما بعدها.
وجاء في تفسير الثعلبي (ت ٤٢٧ هـ) : ١/٩٧ : «قال أبو عمرو بن العلاء : هو من (ألهت في الشيء) إذا تحيّرت فيه فلم تهتد إليه .. ومعناه : أنّ العقول تتحيّر في كُنه صفته وعظمته والإحاطة بكيفيته فهو : إِلهٌ كما قيل للمكتوب : كِتاب ، وللمحسوب : حساب ...».
(٢) وهو ما ذهب إليه المبرّد (ت ٢٨٥ هـ) بدليل من قول العرب ، جاء في تفسير الثعلبي : ١/٩٧ : «قال المبرّد : هو من قول العرب : (أَلِهْتُ إلى فلان) أي : سكنتُ إليه ، قال الشاعر :
ألهت إليها والحوادث جمّة |
|
...................... البيت |
فكأنّ الخلق يسكنون إليه ، ويطمئنّون بذكره ، قال الله تعالى : (أَلاَ بِذِكْرِ الله