بِالحَقِّ ، لَمْ يُطْلَقْ عَلَى غَيْرِهِ ، أَيْ : بِالفَرْدِ المَوْجُودِ الَّذِي يُعْبَدُ بِالحَقِّ ـ تَعَالَى وَتَقَدَّسَ(١)»(٢) ، هَذَا كَلامُهُ(٣) فِي المَقَامِ بِتَمَامِهِ.
وَحَاصِلُهُ : الاسْتِدْلالُ عَلَى ثُبُوتِ العَلَميَّةِ فِي الاسْمِ الكَرِيْمِ بِوَجْهَيْنِ :
أَحَدِهْمَا : عَدَمُ إفَادَةِ كَلِمَةِ : [٣٦٣]// (لا إلهَ إلا اللهُ) التَّوْحِيْدَ ، لَوْ لَمْ نَقُلْ : بِعَلَمِيَّتِهِ.
وَالثَّانِي : لُزُومُ اسْتِثْنَاءِ الشَّيءِ مِنْ نَفْسهِ ، أَو الكَذِبُ ، لَوْ لَمْ نَقُلْ بِهِ أَيْضاً ، وَكُلّ ذَلِكَ مَمْنُوعٌ ؛ فَيَثْبُتُ المَطْلُوبُ.
وَأَقُولُ : إنّ مِنَ المَقْطوعِ بِهِ عِنْدِي كَوْنُ الاسْمِ الكَرِيمِ عَلَماً عَلَى ذَاتِ الوَاجِبِ الحَقِّ ـ جلّ وعلا ـ ؛ لِنَقْلِ عُلَمَاءِ العَرَبِيَّةِ ذَلِكَ ، كَمَا أَشَرْتُ إِلَيْهِ فِي الفَائِدَةِ الأُوْلَى ، لا لِمَا ذَكَرَهُ المُشَارُ إِلَيْهِ(٤).
وَالجَوَابُ عَنِ الوَجْهَيْنِ مَعاً ، فَإِنَّهُمَا : إِثْبَاتٌ لِلْوَضْعِ اللُّغَويِّ بِالقِيَاسِ ،
__________________
وهو مفسّر ، محدّث ، متكلّم ، نحويّ ، لغويّ ، بيانيّ ، أديب ، ناظم ، ناثر ، مشارك في عدّة علوم .. ولد بزمخشر من قرى خوارزم في رجب سنة ٤٦٧ هـ ، وقدم بغداد ، وسمع الحديث وتفقّه ، ورحل إلى مكة فجاور بها وسُمّي جار الله ، وتوفّي بجرجانية خوارزم ليلة عرفة بعد رجوعه من مكّة سنة ٥٣٨ هـ. له مؤلّفات كثيرة منها : ربيع الأبرار ونصوص الأخبار ، والفائق في غريب الحديث ، والمفصّل في صنعة الإعراب ، وتفسير الكشّاف عن حقائق التنزيل ، وديوان شعر. ينظر ترجمته في : طبقات المفسّرين : ١٠٤ ، والكنى والألقاب ٢/٢٩٨ ، والأعلام ١/١٧٨ ، ومعجم المؤلّفين ٢١/١٨٦.
(١) في الأصل : (تقدّس وتعالى) ، ما أثبتناه من المطوّل.
(٢) المطوّل ؛ شرح تلخيص مفتاح العلوم : ٢١٦ ـ ٢١٧.
(٣) يعني : سعد الدين التفتازاني.
(٤) يعني : سعد الدّين التفتازاني.