مَـا يَدُلُّ عَلَيْهِ
كَلامُ الكَشَّافِ ، [هُو (١)] اخْتِصَاصُ الاسْمِ الكَرِيْـمِ بِالمَعْبُودِ بِالحَقِّ ، وَعَدَمُ إِطْلاقِهِ عَلَى غَيْرِهِ. يَعْنِي : عَدَمُ اَسْتِعْمَالِهِ فِي غَيْرِهِ ، وَالاخْتِصَاصُ أَعَمُّ مِنَ العَلَمِيَّة ؛ لأنَّه يَكُونُ بِهَا(٢).
وَانْحِصَارُ الكُلّيِّ فِي فَرْد وَاحِد ، كَمَا فِي : (شَمْس) ، وَبِالعَهْدِ ، وَبالإِشَارَةِ ، وَالمَوْصُولِيَّةِ ، وَغَيْرِ ذَلِكَ.
وَلا دَلالَةَ للأعَمِّ عَلَى الأَخَصِّ ، وَأَكْثَرُ هِذِهِ الوُجُوهِ(٣) ، وَإِنْ كَانَ مَفْقُوداً فِي المَقَامِ ، إِلاّ أَنَّ الأوّلَيْنِ لا دَلالَةَ عَلَى نَفْيهِمَا ، وَكَلامُهُ(٤) يَحْتَمِلُ إِرَادَةَ كُلّ مِنْهُمُا ، وَالتَّخْصيصُ بِأَحَدِهِمَا فِي كَلامِهِ فَاقِدُ الدَّلِيْلِ.
وَالحَاصِلُ : أَنَّ عَلَمِيَّةَ الاسْمِ المُعَظَّمِ ثَابِتَةٌ بِالنَّقْلِ لا بِمَا ذَكَرَهُ التِّفْتَازَانِي مِنَ التَّعْلِيْلِ المَرْدُودِ بِمَا سَمِعْتَهُ ، وَفِيْهِ كِفَايَةٌ لِمَنْ عَرَفَ وَأَنْصَفَ.
حَـرَّرَهُ تُرَابُ أَقْدامِ العُلَمَـاءِ علىُّ بن عبدِاللهِ البَحْـرَاني ، عَاشِـر ذِي القُعْـدَةِ الحَـرَامِ ، سَنَـة ١٣١٥ هـ.
* * *
__________________
(١) زيادة للسياق.
(٢) أي : لأنّ العلميّة تكون بالاختصاص.
(٣) أي : وجوه الاختصاص ، في : اختصاص الاسم الكريم به سبحانه ، وعدمية إطلاقه على غيره.
(٤) يقصد أبا القاسم الزّمخشري.