الحور العين ، ويؤمن من الفزع الأكبر ، ومن عذاب القبر ، ويحلى حلة الإيمان (١).
ثم وجه ـ سبحانه ـ نداء إلى المؤمنين بشرهم بنصره متى نصروا دينه ، وتوعد الكافرين بالخيبة والخسران ، ووبخهم على عدم تدبرهم في مصير الذين من قبلهم ، وسلى النبي صلىاللهعليهوسلم عما أصابه من أعدائه ، فقال ـ تعالى ـ :
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ (٧) وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمالَهُمْ (٨) ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا ما أَنْزَلَ اللهُ فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ (٩) أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكافِرِينَ أَمْثالُها (١٠) ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكافِرِينَ لا مَوْلى لَهُمْ (١١) إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَما تَأْكُلُ الْأَنْعامُ وَالنَّارُ مَثْوىً لَهُمْ (١٢) وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْناهُمْ فَلا ناصِرَ لَهُمْ) (١٣)
والمراد بنصر المؤمنين لله ـ تعالى ـ نصرهم لدينه ، بأن يستقيموا على أمره ويتبعوا الرسول صلىاللهعليهوسلم في كل ما أمرهم به أو نهاهم عنه.
والمعنى : يا من آمنتم بالله ـ تعالى ـ حق الإيمان ، إن تنصروا دين الله ـ عزوجل ـ وتتبعوا رسوله ، (يَنْصُرْكُمْ) ـ سبحانه ـ على أعدائكم (وَيُثَبِّتْ أَقْدامَكُمْ) عند قتالكم إياهم ويوفقكم بعد ذلك للثبات على دينه ، والشكر على نعمه.
__________________
(١) تفسير ابن كثير ج ٧ ص ٢٩٢.