رَبَّكَ بِما عَهِدَ عِنْدَكَ إِنَّنا لَمُهْتَدُونَ (٤٩) فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِذا هُمْ يَنْكُثُونَ (٥٠) وَنادى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قالَ يا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهذِهِ الْأَنْهارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ (٥١) أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلا يَكادُ يُبِينُ (٥٢) فَلَوْ لا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جاءَ مَعَهُ الْمَلائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ (٥٣) فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطاعُوهُ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ (٥٤) فَلَمَّا آسَفُونا انْتَقَمْنا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْناهُمْ أَجْمَعِينَ (٥٥) فَجَعَلْناهُمْ سَلَفاً وَمَثَلاً لِلْآخِرِينَ) (٥٦)
وقصة موسى ـ عليهالسلام ـ مع فرعون ومع بنى إسرائيل ، على رأس القصص التي تكرر الحديث عنها في القرآن الكريم ، في سور متعددة ، وذلك لما فيها من مساجلات ومحاورات بين أهل الحق وأهل الباطل ، ولما فيها من عبر وعظات لقوم يعقلون.
لقد وردت هذه القصة في سور : البقرة ، والأعراف ، ويونس ، وهود ، والإسراء ، وطه ، والقصص ، والصافات ، وغافر .. ولكن بأساليب متنوعة يكمل بعضها بعضا.
وهنا تبدأ هذه القصة بقوله ـ تعالى ـ : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِ ، فَقالَ إِنِّي رَسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ).
أى : والله لقد أرسلنا نبينا موسى ـ عليهالسلام ـ (بِآياتِنا) الدالة على وحدانيتنا وقدرتنا ، والتي على رأسها اليد والعصا .. وأرسلناه بهذه الآيات (إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلَائِهِ) أى : أشراف قومه فقال لهم ناصحا ومرشدا : (إِنِّي رَسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ) إليكم ، لآمركم بعبادة الله ـ تعالى ـ : وحده ، وأنهاكم عن عبادة غيره.
(فَلَمَّا جاءَهُمْ بِآياتِنا إِذا هُمْ مِنْها يَضْحَكُونَ) أى : فحين جاء موسى ـ عليهالسلام ـ