التفسير
قال الله تعالى : ـ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (١) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ (٢) كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللهِ أَنْ تَقُولُوا ما لا تَفْعَلُونَ (٣) إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ) (٤)
افتتحت سورة «الصف» ـ كما افتتحت قبلها سورة الحديد والحشر بتنزيه الله ـ تعالى ـ عن كل ما لا يليق به.
أى : نزه الله ـ تعالى ـ وقدسه ، جميع ما في السموات وجميع ما في الأرض من مخلوقات ، وهو ـ عزوجل ـ (الْعَزِيزُ) الذي لا يغلبه غالب (الْحَكِيمُ) في كل أقواله وأفعاله.
ثم وجه ـ سبحانه ـ نداء إلى المؤمنين فقال : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ ما لا تَفْعَلُونَ).
وقد ذكروا في سبب نزول هذه الآيات روايات منها : ما روى عن ابن عباس أنه قال : كان أناس من المؤمنين قبل أن يفرض الجهاد يقولون : لوددنا أن الله ـ عزوجل ـ دلنا على أحب الأعمال إليه ، فنعمل به ، فأخبر الله نبيه أن أحب الأعمال إليه ، إيمان به لا شك فيه ، وجهاد أهل معصيته الذين خالفوا الإيمان ولم يقروا به.
فلما نزل الجهاد كره ذلك أناس من المؤمنين وشق عليهم أمره ، فنزلت هذه الآيات.