(زَيْغٌ) قال : شك. وفي الصحيحين وغيرهما عن عائشة قالت : «تلا رسول الله صلىاللهعليهوسلم : (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ) إلى قوله : (فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ) إلى قوله : (أُولُوا الْأَلْبابِ) قالت : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : إذا رأيتم الذين يجادلون فيه فهم الذين عنى الله فاحذروهم». وفي لفظ : «فإذا رأيت الذين يتّبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمّى الله فاحذروهم» هذا لفظ البخاري. ولفظ ابن جرير وغيره : «فإذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه ، والذين يجادلون فيه ، فهم الذين عنى الله فلا تجالسوهم» وأخرج عبد بن حميد ، وعبد الرزاق ، وأحمد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والطبراني ، وابن مردويه ، والبيهقي في سننه عن أبي أمامة عن النبي صلىاللهعليهوسلم في قوله : (فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ) قال : هم الخوارج. وأخرج ابن جرير ، والحاكم ، وصححه عن ابن مسعود عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «كان الكتاب الأوّل ينزل من باب واحد على حرف واحد ونزل القرآن على سبعة أحرف : زاجر ، وآمر ، وحلال ، وحرام ، ومحكم ، ومتشابه ، وأمثال ؛ فأحلّوا حلاله وحرّموا حرامه ، وافعلوا ما أمرتم به ، وانتهوا عمّا نهيتم عنه ، واعتبروا بأمثاله ، واعملوا بمحكمه ، وآمنوا بمتشابهه ، وقولوا آمنّا به كل من عند ربنا» وأخرجه ابن أبي حاتم عن ابن مسعود موقوفا. وأخرج الطبراني عن عمر بن أبي سلمة : أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال لعبد الله ابن مسعود ، فذكر نحوه. وأخرج البخاري في التاريخ عن علي مرفوعا بإسناد ضعيف نحوه. وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي داود في المصاحف عن ابن مسعود نحوه. وأخرج ابن جرير ، وأبو يعلى عن أبي هريرة أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «نزل القرآن على سبعة أحرف ، والمراء في القرآن كفر ، ما عرفتم فاعملوا به ، وما جهلتم منه فردّوه إلى عالمه» وإسناده صحيح. وأخرج البيهقي في الشعب عن أبي هريرة مرفوعا ، وفيه : «واتبعوا المحكم وآمنوا بالمتشابه». وأخرج عبد الرزاق ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، والحاكم ، وصححه ، عن طاوس قال : كان ابن عباس يقرؤها وما يعلم تأويله إلّا الله ، ويقول الراسخون في العلم آمنّا به وأخرج ابن أبي داود في المصاحف عن الأعمش قال في قراءة عبد الله : وإن حقيقة تأويله إلّا عند الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي الشعثاء وأبي نهيك قال : إنكم تصلون هذه الآية وهي مقطوعة (وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا) فانتهى علمهم إلى قولهم الذي قالوا. وأخرج ابن جرير عن عروة. قال : الراسخون في العلم لا يعلمون تأويله ، ولكنهم يقولون آمنا به كلّ من عند ربنا. وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير عن عمر بن عبد العزيز نحوه. وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف عن أبيّ قال : كتاب الله ما استبان فاعمل به ، وما اشتبه عليك فآمن به وكله إلى عالمه. وأخرج أيضا عن ابن مسعود قال : إن للقرآن منارا كمنار الطريق ، فما عرفتم فتمسكوا به ، وما اشتبه عليكم فذروه. وأخرج أيضا عن معاذ نحوه. وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر عن ابن عباس قال : تفسير القرآن على أربعة وجوه : تفسير يعلمه العلماء ، وتفسير لا يعذر الناس بجهالته من حلال أو حرام ، وتفسير تعرفه العرب بلغتها ، وتفسير لا يعلم تأويله إلّا الله ، من ادعى علمه فهو كذاب.