وأخرج ابن جرير عنه قال : أنزل القرآن على أربعة أحرف : حلال وحرام ، لا يعذر أحد بالجهالة به ، وتفسير تفسره العرب ، وتفسير تفسره العلماء ، ومتشابه لا يعلمه إلّا الله ، ومن ادّعى علمه سوى الله فهو كاذب. وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر عنه قال : أنا ممن يعلم تأويله. وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم من طريق عطية العوفي عنه في قوله : (يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ) نؤمن بالمحكم ، وندين به ، ونؤمن بالمتشابه ، ولا ندين به وهو من عند الله كله. وأخرج الدارمي في مسنده ونصر المقدسي في الحجة عن سليمان بن يسار : أن رجلا يقال له : ضبيع ، قدم المدينة فجعل يسأل عن متشابه القرآن. فأرسل إليه عمر وقد أعدّ له عراجين النخل ، فقال : من أنت؟ فقال : أنا عبد الله ضبيع ، فقال : وأنا عبد الله عمر ، فأخذ عمر عرجونا من تلك العراجين فضربه حتى دمى رأسه ، فقال : يا أمير المؤمنين! حسبك ، قد ذهب الذي كنت أجد في رأسي. وأخرجه الدارمي أيضا من وجه آخر ، وفيه : أنه ضربه ثلاث مرات ، يتركه في كل مرة حتى يبرأ ، ثم يضربه. وأخرج أصل القصة ابن عساكر في تاريخه عن أنس. وأخرج الدارمي ، وابن عساكر : أن عمر كتب إلى أهل البصرة أن لا يجالسوا ضبيعا ، وقد أخرج هذه القصة جماعة. وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم ، والطبراني عن أنس وأبي أمامة ، وواثلة بن الأسقع ، وأبي الدرداء : «أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم سئل عن الرّاسخين في العلم؟ فقال : من برّت يمينه ، وصدق لسانه ، واستقام قلبه ، ومن عفّ بطنه وفرجه ، فذلك من الراسخين في العلم» وأخرج ابن عساكر من طريق عبد الله بن يزيد الأزدي عن أنس مرفوعا نحوه. وأخرج أبو داود ، والحاكم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «الجدال في القرآن كفر». وأخرج نصر المقدسي في الحجة عن ابن عمر قال : «خرج رسول الله صلىاللهعليهوسلم ومن وراء حجرته قوم يتجادلون بالقرآن ، فخرج محمرّة وجنتاه كأنّما يقطران دما فقال : يا قوم! لا تجادلوا بالقرآن فإنّما ضلّ من كان قبلكم بجدالهم ، إنّ القرآن لم ينزل ليكذب بعضه بعضا ، ولكن نزل ليصدق بعضه بعضا ، فما كان من محكمه فاعملوا به ، وما كان من متشابهه فآمنوا به».
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أم سلمة : أن النبي صلىاللهعليهوسلم كان يقول : «يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك ، ثم قرأ : (رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا) الآية». وأخرج ابن أبي شيبة ، وأحمد ، والترمذي ، وابن جرير ، والطبراني وابن مردويه عنه مرفوعا نحوه بأطول منه. وأخرج ابن أبي شيبة ، وأحمد ، وابن مردويه عن عائشة مرفوعا نحوه. وقد ورد نحوه من طرق أخر. وأخرج ابن النجار في تاريخه في قوله : (رَبَّنا إِنَّكَ جامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ) الآية. عن جعفر بن محمد الخلدي قال : روي عن النبي صلىاللهعليهوسلم «أن من قرأ هذه الآية على شيء ضاع منه ردّه الله عليه ، ويقول بعد قراءتها : يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه ؛ اجمع بيني وبين مالي ، إنك على كل شيء قدير».
(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللهِ شَيْئاً وَأُولئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ (١٠) كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَأَخَذَهُمُ اللهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللهُ شَدِيدُ الْعِقابِ (١١) قُلْ لِلَّذِينَ