ينكحوا من رغبوا في ماله وجماله من باقي النساء إلّا بالقسط من أجل رغبتهم عنهنّ إذا كن قليلات المال والجمال. وأخرج البخاري عن عائشة : أن رجلا كانت له يتيمة فنكحها ، وكان لها عذق فكان يمسكها عليه ، ولم يكن لها من نفسه شيء ، فنزلت : (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتامى) أحسبه قال : كانت شريكته في ذلك العذق وفي ماله. وقد روي هذا المعنى من طرق. وأخرج ابن جرير من طريق العوفي عن ابن عباس في الآية قال : كان الرجل يتزوج بمال اليتيم ما شاء الله تعالى ، فنهى الله عن ذلك. وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عنه قال : قصر الرجال على أربع نسوة من أجل أموال اليتامى. وأخرج سعيد بن منصور ، وعبد بن حميد ، وابن جرير وابن أبي حاتم ، عن سعيد بن جبير في قوله : (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتامى) قال : كان الرجل يتزوج ما شاء فقال : كما تخافون ألا تعدلوا في اليتامى فخافوا ألا تعدلوا فيهن ، فقصرهم على الأربع. وأخرج ابن جرير ، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في الآية قال : كانوا في الجاهلية ينكحون عشرا من النساء الأيامى ، وكانوا يعظمون شأن اليتيم ، فتفقدوا من دينهم شأن اليتامى وتركوا ما كانوا ينكحون في الجاهلية. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عنه في الآية قال : كما خفتم ألا تعدلوا في اليتامى فخافوا ألا تعدلوا في النساء إذا جمعتموهنّ عندكم. وأخرج ابن أبي حاتم من طريق محمد بن أبي موسى الأشعري عنه قال : فإن خفتم الزنا فانكحوهنّ ، يقول : كما خفتم في أموال اليتامى ألا تقسطوا فيها فكذلك فخافوا على أنفسكم ما لم تنكحوا. وأخرج عبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن مجاهد نحوه. وأخرج ابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن أبي مالك : (ما طابَ لَكُمْ) قال : ما أحلّ لكم. وأخرج ابن جرير عن الحسن وسعيد بن جبير مثله. وأخرج ابن أبي شيبة ، وابن المنذر عن عائشة نحوه. وأخرج الشافعي ، وابن أبي شيبة ، وأحمد ، والترمذي ، وابن ماجة ، والنحاس في ناسخه ، والدارقطني ، والبيهقي عن ابن عمر : «أنّ غيلان بن سلمة الثّقفيّ أسلم وتحته عشر نسوة ، فقال له النبي صلىاللهعليهوسلم : اختر منهنّ» وفي لفظ : «أمسك منهنّ أربعا وفارق سائرهنّ» هذا الحديث أخرجه هؤلاء ـ المذكورين ـ من طرق عن إسماعيل بن علية ، وغندر ، وزيد بن زريع ، وسعيد بن أبي عروبة ، وسفيان الثوري ، وعيسى بن يونس ، وعبد الرحمن بن محمد المحاربي ، والفضل بن موسى ، وغيرهم من الحفاظ عن معمر ، عن الزهري ، عن سالم عن أبيه ، فذكره. وقد علل البخاري هذا الحديث ، فحكى عنه الترمذي أنه قال : هذا حديث غير محفوظ. والصحيح ما روي عن شعيب وغيره عن الزهري : حدثت عن محمد بن سويد الثقفي أن غيلان بن سلمة ، فذكره ، وأما حديث الزهري عن أبيه : أن رجلا من ثقيف طلق نساءه فقال له عمر : لأرجمنّ قبرك كما رجم قبر أبي رغال. وقد رواه معمر عن الزهري مرسلا ، وهكذا رواه مالك عن الزهري مرسلا. قال أبو زرعة : وهو أصح. ورواه عقيل عن الزهري : بلغنا عن عثمان بن محمد بن أبي سويد قال أبو حاتم : وهذا وهم ، إنما هو الزهري عن عثمان بن أبي سويد. وقد سامه أحمد برجال الصحيح فقال : حدثنا إسماعيل ومحمد بن جعفر قالا : حدثنا معمر عن الزهري قال أبو جعفر في حديثه : أخبرنا ابن شهاب عن سالم عن أبيه : أن غيلان ، فذكره ، وقد روي من غير طريق معمر والزهري ، فأخرجه