ينجو بنفسه وقومه ، ويحقق الأمان والطمأنينة ، وتكشف أمامه الحقائق ، وتتضح الأمور بلا لبس ولا غموض بعد مخاطرة ، واقتحام للشدائد ، وخبرات بالطريق ومسالكه ، وحذر ... إلخ ، كل هذا كان عدة للقوم ، فكانت النتائج فى جانبهم ، والدولة لهم ، والغلبة على الأعداء.
أما إذا استنام الجميع إلى لهواتهم ، وشهوات نفوسهم ، وانغمسوا فى ملذات الحياة دون بصر بالعواقب ، وحذر من مغبات الأيام ، فلن تكون النتائج إلا فى صالح أعداء الحياة ، وأعداء البلاد ، والعقيدة ، والوطن ، وليس أمر الهزيمة المرة التى حاقت بالبلاد عام ١٩٦٧ م عنا ببعيد.
ج ـ طريق التربية الناجحة :
إذا تحدد أمامنا الطريق إلى بناء الحياة ، وتكوين المجتمع الصالح ، بتلك اللبنات السليمة فى تفكيرها وعملها ، وبالرجل الخبير بعمله ، والعالم بأسراره ، والثقة فى نواياه ، فإن طريقة إخراج هذه النماذج البشرية لحياتنا تختلف من حين لآخر ، تبعا لاختلاف الأساليب والأدوات ، وتبعا لنماذج القيادات التى تتولى تربيتها وتعليمها ، وما قد يصل إلينا فى وقتنا الحاضر من مذاهب عديدة ، شرقية وغربية ، وتجارب تستخدم فيها ألوان عديدة من النظريات والآراء ، والتفكير الفلسفى والنفسى ، لا تقتصر على وطن ولا جنس ، وإنما تصل إلى دراسة كل ما يتعلق بنوازع النفس ، وقدرات العقل ، وطاقات الإنسان الكامنة ، وكل ذلك لكى تصل إلى تربية سليمة للإنسان ، تتسامى بغرائزه ، وترتفع بطاقاته العقلية إلى ما يجب أن يكون عليه الإنسان فى عصره الحديث.
وهناك طريقان فى الحياة والتربية ، كان لهما أثرهما فى وقتنا الحاضر فى اهتزاز القيم والمثل العليا التى تحرص عليها الأمم والشعوب ، ولكن يبقى هناك سؤال يفرض نفسه على طريق الموازنة والمقارنة بين أحوال متعددة فى اتجاهاتها ، وهو كيف كانت النظرة إلى الأفراد والجماعات فى تربيتها وبناء أشخاصها ومجتمعاتها؟
لا ننتظر أن نضع أمام ناظريك يا أخى فى هذه العجالة منهجا محدد الاتجاهات ، واضح القسمات لما نريد ، وإنما هى قبسات من تلك النماذج التى حوتها الأمثال العربية التى تهتم بالناشئة ، وتحرص على مصالح الأفراد والجماعات على حد سواء ، مهتدية