حاتم عن ابن عباس في قوله (نَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ) قال : هم المنافقون. وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس قال : لا تقولوا : انصرفنا من الصّلاة ، فإن قوما انصرفوا صرف الله قلوبهم ، ولكن قولوا : قضينا الصلاة. وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عمر نحوه. وأقول : الانصراف يكون عن الخير كما يكون عن الشرّ ، وليس في إطلاقه هنا على رجوع المنافقين عن مجلس الخير ما يدل على أنه لا يطلق إلا على نحو ذلك ؛ وإلا لزم أن كل لفظ يستعمل في لغة العرب في الأمور المتعدّدة إذا استعمل في القرآن في حكاية ما وقع من الكفار ، لا يجوز استعماله في حكاية ما وقع عن أهل الخير ، كالرجوع والذهاب ، والدخول ، والخروج ، والقيام ، والقعود. واللازم باطل بالإجماع ، فالملزوم مثله ، ووجه الملازمة ظاهر لا يخفى. وأخرج عبد بن حميد والحارث بن أبي أسامة في مسنده وابن المنذر وابن مردويه وأبو نعيم في دلائل النبوّة وابن عساكر عن ابن عباس في قوله : (لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ) قال : ليس من العرب قبيلة إلا وقد ولدت النبي صلىاللهعليهوسلم مضريها وربيعها ويمانيها. وأخرج ابن سعد عنه في قوله (مِنْ أَنْفُسِكُمْ) قال : قد ولدتموه يا معشر العرب. وأخرج عبد الرزاق في المصنف ، وابن جرير وابن أبي حاتم ، والبيهقي في سننه ، وأبو الشيخ عن جعفر بن محمد عن أبيه في قوله : (لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ) قال : لم يصبه شيء من ولادة الجاهلية ، وقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «خرجت من نكاح ، ولم أخرج من سفاح». وهذا فيه انقطاع ، ولكنه قد وصله الحافظ الرامهرمزي في كتابه الفاصل بين الراوي والواعي ، فقال : حدثنا أبو أحمد يوسف بن هارون بن زياد ، حدثنا ابن أبي عمر ، حدثنا محمد بن جعفر بن محمد قال : أشهد على أبي يحدثني عن أبيه عن جدّه عن عليّ بن أبي طالب قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح من لدن آدم إلى أن ولدني أبي وأمي». وأخرج ابن مردويه عن أنس قال : «قرأ رسول الله صلىاللهعليهوسلم (لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ) فقال عليّ بن أبي طالب : يا رسول الله ما معنى من أنفسكم؟ قال : «نسبا وصهرا وحسبا ، ليس فيّ ولا في آبائي من لدن آدم سفاح ، كلّنا نكاح». وأخرج الحاكم عن ابن عباس «أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قرأ (لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ) يعني من أعظمكم قدرا». وأخرج ابن سعد عنه نحو حديث على الأول. وأخرج الطبراني عنه أيضا نحوه. وأخرج ابن سعد وابن عساكر عن عائشة نحوه. وفي الباب أحاديث بمعناه ، ويؤيد ما في صحيح مسلم وغيره من حديث واثلة ابن الأسقع قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «إنّ الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل ، واصطفى من ولد إسماعيل بني كنانة ، واصطفى من بني كنانة قريشا ، واصطفى من قريش بني هاشم ، واصطفاني من بني هشام». وأخرج أحمد والترمذي وحسنه وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي عن العباس بن عبد المطلب قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إن الله حين خلق الخلق جعلني من خير خلقه ، ثم حين فرّقهم جعلني في خير الفريقين ، ثم حين خلق القبائل جعلني من خيرهم قبيلة ، وحين خلق الأنفس جعلني من خير أنفسهم ، ثم حين خلق البيوت جعلني من خير بيوتهم ، فأنا خيرهم بيتا وخيرهم نفسا» وفي الباب أحاديث. وأخرج ابن أبي شيبة وإسحاق ابن راهويه وابن منيع وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ وابن مردويه ، والبيهقي في الدّلائل ، من طريق يوسف