٧ ـ قوله تعالى : (وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) فيه وجوب امتثال أوامره ونواهيه صلىاللهعليهوسلم قال العلماء وكل ما ثبت عنه صلىاللهعليهوسلم يصح أن يقال إنه في القرآن من هذه الآية ، وأخرج البخاري ومسلم عن ابن مسعود أنه قال : لعن الله الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله (١) فبلغ امرأة من بني أسد فجاءت إليه فقالت : بلغني أنك قلت كيت وكيت قال. مالي لا ألعن من لعن رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو في كتاب الله؟ قالت إني لأقرأ ما بين لوحيه فما وجدته قال : إن كنت قرأتيه فقد وجدتيه أما قرأت (وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) قالت : بلى ، قال : فإن النبي صلىاللهعليهوسلم قد نهى عنه.
٩ ـ قوله تعالى : (وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ) فيه مدح الإيثار في حظوظ النفس والدنيا.
١٠ ـ قوله تعالى : (وَالَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ) الآية (٢) ، فيه الحث على الدعاء والترضّي عن الصحابة وتصفية القلوب من بغض أحد منهم ، أخرج ابن أبي حاتم عن عائشة قالت : أمروا أن يستغفروا للصحابة فسبوهم ، ثم قرأت هذه الآية ، وقال مالك : من كان له في أحد من الصحابة قول سيء أو بغض فلا حظّ له في الفيء أخذا من هذه الآية ، وأخرج ابن أبي حاتم عن عمر أنه جمع الناس فقال : المال قد كثر فأشيروا عليّ في قسمته فاختلفوا فلما أصبح من الغد قال : إني قرأت البارحة سورة الحشر فوجدت الله قد قسم المال فقال : (لِلْفُقَراءِ الْمُهاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ) إلى قوله : (الصَّادِقُونَ) ووجدت (وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالْإِيمانَ مِنْ قَبْلِهِمْ) إلى قوله : (الْمُفْلِحُونَ وَالَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ) إلى قوله : (رَؤُفٌ رَحِيمٌ) فالمال للمسلمين كلهم.
__________________
(١) سبق شرحها في هامش خطبة الكتاب.
(٢) الشاهد فيها قوله : (يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَلِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ).