المستأخرين فى الصف الآخر (وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ) الأولين والآخرين (إِنَّهُ حَكِيمٌ) حكم عليهم بالحشر (عَلِيمٌ (٢٥)) بحشرهم وثوابهم وعقابهم (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ) يعنى آدم (مِنْ صَلْصالٍ) من طين يتصلصل (مِنْ حَمَإٍ) من طين (١)(مَسْنُونٍ (٢٦)) منتن ، ويقال : مصور (وَالْجَانَ) أبا الجن (خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ) من قبل آدم ، عليهالسلام (مِنْ نارِ السَّمُومِ (٢٧)) من نار لا دخان لها (وَإِذْ قالَ) وقد قال (رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ) لدين كانوا فى الأرض ، وهم كانوا عشرة آلاف (إِنِّي خالِقٌ) أخلق (بَشَراً مِنْ صَلْصالٍ) من طين يتصلصل (مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (٢٨)) من طين منتن (فَإِذا سَوَّيْتُهُ) سويت خلقه باليدين والرجلين والعينين وغير ذلك (وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي) جعلت الروح فيه (فَقَعُوا لَهُ) فخروا له (ساجِدِينَ (٢٩)) بالتحية (فَسَجَدَ الْمَلائِكَةُ) لآدم ، صلوات الله عليه (كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ (٣٠)).
(إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (٣١) قالَ يا إِبْلِيسُ ما لَكَ أَلاَّ تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (٣٢) قالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصالٍ مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (٣٣) قالَ فَاخْرُجْ مِنْها فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (٣٤) وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلى يَوْمِ الدِّينِ (٣٥) قالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (٣٦) قالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (٣٧) إِلى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (٣٨) قالَ رَبِّ بِما أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (٣٩) إِلاَّ عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (٤٠))
(إِلَّا إِبْلِيسَ) رئيسهم (أَبى) تعظم (أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (٣١)) بالسجود لآدم ، عليهالسلام (قالَ) الله تعالى : (يا إِبْلِيسُ) يا آيس من رحمتى (ما لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ (٣٢)) بالسجود لآدم (قالَ لَمْ أَكُنْ لِأَسْجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقْتَهُ مِنْ صَلْصالٍ) من طين يتصلصل (مِنْ حَمَإٍ مَسْنُونٍ (٣٣)) من طين منتن ، يقول : لا ينبغى لى أن أسجد للطين (قالَ) الله له : (فَاخْرُجْ مِنْها) من صورة الملائكة ، ويقال : من كرامتى ورحمتى ، ويقال : من الأرض (فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (٣٤)) ملعون مطرود من رحمتى (وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ) لعنتى ولعنة الملائكة والخلائق (إِلى يَوْمِ الدِّينِ (٣٥)) يوم الحساب (قالَ) إبليس (رَبِ) يا رب (فَأَنْظِرْنِي) فأمهلنى (إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (٣٦)) من القبور وأراد الملعون أن لا يذوق الموت (قالَ) الله (فَإِنَّكَ مِنَ
__________________
(١) انظر : تفسير الطبرى (١٤ / ٧٣) ، ومختصره (١ / ٣٦١) ، وزاد المسير (٤ / ٤٤٩) ، وتفسير القرطبى (١٠ / ١٠٨).